مقدمة النشرة المسائية ليوم الأثنين 28-05-2018 مع سمر أبو خليل من قناة الجديد
وَضعَ الرئيسُ سعد الحريري الرسمَ التشبيهيَّ للحكومة، واختَتمَ مشاوراتِه اليومَ بعبارةٍ غير ِملزمة تقول: أنا متفائل والتفاؤل يستلزمُ موادَّ أوليةً وتخليصَ معاملاتٍ جمركيةٍ سياسيةٍ وتفكيكَ ألغامٍ عددية.. فما نيلُ الحقائبِ بالتمنّي ولكنْ تؤخَذُ الوزارةُ غِلابا وعلى حسابِ اليومِ الاستشاريّ فإنهّ لا حكومةَ في لبناَن ولا في سائرِ المشرق ستتسعُ للمطالبِ التي هطَلت على الحريري فالماليةُ لخليلِها، ويشاركُه الحبّ جبران باسيل في المالِ وأمورِ الداخلية.. المقاعدُ الدرزيُة تنشطرُ بينَ مطلَبِ تيمور بالثلاثة ورَغبةِ المير في الهيبةِ الوزاريةِ مُستعيراً اعضاءً بشريةً مِنَ لبنانَ القويِّ لتحصيلِ الحاصلِ الذي يؤهّلُه المَقعد.. بهية تريدُها ثلاثينيةً وبسرعة.. القواتُ ومِن فرطِ حبِّها للقصر احتَسَبت نفسَها مِن حِصةِ رئيسِ الجُمهورية كعُربونٍ مقدّم.. حزبُ الله أرادها وزارةً وازنة تدخُلُه الإستراتجيةُ الخِدْماتيةُ مُجيّرّا السياديةَ لأمل.. ومحتفظاً بسيادةٍ مِن نوعٍ آخر الكتائبُ ترَكت للحديثِ صِلةً بالحريري.. كُتلة الخازن كرامي فرنجية تريدُها مطعمّةً طائفياً بمعدّل "واحد مسلم واحد مسيحي".. الأرمنُ بوزيرين.. و"انزل يا جميل ع الساحة" ولتكن ساحةُ النجمةِ مكانًا لأولِ تواصلٍ مِن نوعِه بينَ الضابط جميل السيد وابنِ الرئيس رفيق الحريري وحَرَصَ السيد على إبلاغِ الحريري أنّه ذاهبٌ كشاهدٍ الى لاهاي لكنّه أسَرَّ للإعلامِ أنَّ دولةَ الرئيس تعاطى وكأنّ شيئًا لم يكُن بينَنا وقبلَ أن يغادرَ أودعَ طلبًا صغيرًا مُفادُه "اعتذِروا عما سبق بإعطاءِ فريقِنا السياسيِّ وِزارةَ العدل" وكما تراني يا رئيسُ أراكَ وقياساً على كلِّ هذه المطالب فإنّ معدّلَ تساقطِ الأمطارِ الوزاريةِ على الرئيسِ المكلّفِ بَلَغَ أعلى مستوياتِه.. وبات على الحريري قبلَ صعودِه القصر أن يُطبّقَ النسبيةَ النيابيةَ في التمثيلِ الوزاريّ وَفقاً لقاعدة لكلِّ أربعةٍ نواب وزير. مَن يبلُغْ هذا الحاصلَ بصوتٍ تفضيليٍّ مِن كُتلتِه يرتفعْ الى مرتبةِ الوزارة أما مَن يَمتلكُ ثلاثةَ نوابٍ فيَلزَمُه الكسرُ الأعلى أو استعارةُ الفراطة على حدِّ تعبير أنور الخليل لتجميعِ الحاصلِ "سلف ودين" وفي الكَسرِ الأدنى يستعينُ النوابُ بربعِ وزير.. ويلجأُ المحشورونَ الى التمثيلِ بنِصفِ وزير.. أو بشخصيةٍ هاربةٍ مِنَ التاريخ.. أما مَن كانوا في عِدادِ حِصةِ رئيسِ الجُمهورية فتُجرى على تسميتِهم الحسوماتُ بحيث يصبحُ سعرُ النائب أقلَّ مِن ربعِ وزيرٍ وكسور مزيجٌ بينَ الكَسر والخَلع والتمثيلِ على الناس.. لننتجَ خلطة سياسية هي نفسُها تركيبةُ الحكمِ القائم لكن بحُلةِ "العهدِ الجديد".