هو بلدُ تَغييرِ المُناخاتِ السياسيةِ بسِحرِ ساحر تأخّرت التصريحاتُ المناهضةُ للإرهابِ ثلاثَ سنواتٍ فقط ولو أنها سَمحت بدحرِه في حينِه لربما تفادينا السياراتِ المفخخةَ واستلحقنا العسكريينَ المخطوفينَ وحرّرنا جروداً وأودية لكنّ التاريخَ لم تَجِفَّ زيارتُه بعد لاسيما عندما ذهَبَ وزراءُ ونوابٌ زرافاتٍ وقُطعانًا لمؤازرةِ عرسال في وجهِ جيشِها.. وعندما كانت المنابرُ تَدُكُّ المؤسسةَ العسكريةَ بصَلياتٍ سياسية. اليومَ الكلُّ يَرمي المسؤوليةَ على الكلّ.. وزراءُ الحكومةِ السابقة يُدلونَ باعترافاتٍ خَطِرةٍ بينَها إعلانُ النائب بطرس حرب أنّ القرارَ السياسيَّ آنذاك اتُخذَ بناءً على توصياتِ قائدِ الجيشالعماد جان قهوجي الذي قال على طاولةِ مجلسِ الوزراء إنَّ استكمالَ العمليةِ العسكريةِ سيكلّفُ ألفَ قتيلٍ إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ مِنَ الشهداء والوزير رشيد درباس حذا حذوَه لكنّه حمَلَ رايةَ الرئيس تمام سلام الذي أنصفه الرئيس سعد الحريري بتغريدةٍ تطالُ المتحاملينَ عليه وتخلُصُ إلى ثابتة " لحد هون وبس"
لكنّ سيفَ الحقّ حملَه وزيرُ الخارجية جبران باسيل الشاهدُ بينَ حكومتينِ الذي رَصَدَ أكثر مِن بغدادي وظواهري بينَنا قائلاً إنه في ثلاثةِ أعوامٍ مِن التحاملِ والتخاذلِ والتساهلِ وحتى التعامل.. احتلَّ الإرهابيونَ جرودَنا رصاصُ باسيل السياسيّ أصابَ الزعيمَ وليد جنبلاط فانتقدَ رئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرّ مَن دافعَ عن جبهةِ النّصرة ووصفَها بحركةِ ثوارٍ ومثقفينَ ومهندسين واستقرّت رصاصةٌ غيرُ طائشةٍ في معراب عندما انتَقد باسيل أولئك الذين وصفوا داعش بالأُكذوبة أما الطلقةُ المباشَرةُ فتوجّهت نحوَ قائدِ الجيشِ الأسبقِ العماد قهوجي بتحميلِه مِن دونِ تسميةٍ متسائلاً :" "عرفتوا اليوم يا لبنانيين ليه كنا عم نطالب بقائد جيش قادر على تحمل المسؤولية وما عندو غايات تانية" ؟ ودعا باسيل الى الحفاظِ على وهْجِ الانتصارِ وإلى المشاركةِ في يومِ التحريرِ الخميسَ المقبل في مدينةِ بَعْلَبك والذي سيكونُ فيهِ الوطنيُّ الحرُّ شريكًا للنصر وشهادةُ باسيل لا يوازيها إلا الاعترافُ المبكرُ لوزيرِ الدفاعِ الأسبق فايز غصن الذي تجرّأ في حينِه على الكشفِ عن وجودِ القاعدةِ في عرسال وجرودِها وهو اليومَ يَستذكرُ هذه الواقعةَ ليقولَ للجديد : لقد خوّنوني واستدعَوني الى المجلسِ لطرحِ الثقةِ بي مَن ينسى؟ وكيف انقلبتِ المعادلةُ اليومَ ليُصبحَ المقاومونَ الذين حرّروا الأرض من إرهابٍ دعمتْه قُوىً سياسيةٌ هم مَن يَعقِدونَ الصفْقةَ معَ داعش.. مَن وضع ستاراً ترابيًا سياسيًا أمامَ الجرود وعرسال وادّعى حمايتَها من جيشِها نُكّلَ به واقتيدَ في شاحنات؟ بالامس كان اعترافَ مصطفى الحجيري أبو طاقية واليوم نستعرضُ في فيديو رقْم اثنين كلاماً لأبو مالك التلة يعلنُ فيه أنّ الفتيلَ في عرسال والتفجيرَ في بيروت كاشفاً عن وجودِ شبابٍ له في العاصمةِ جاهزينَ للردّ.