ربيعُ أميركا بدأ يُمهّدُ لطَمرِ ربيعِ العرب فبعد سبعِ سنواتٍ على ضربِ المِنطقةِ برياح ٍخماسيةٍ هبّت عواصفُ التغييرِ انطلاقاً مِن واشنطن ونيويوك ورُصِدَ موقفانِ يؤسّسانِ لتبديلِ قواعدِ الاشتباك لاسيما بعدَ إعلامِ سفيرةِ أميركا في الاممِ المتحدةِ نيكي هيلي أنّ سياسةَ الولاياتِ المتحدةِ في سوريا لم تعدْ تركزُ على إزاحةِ الرئيس بشار الاسد عن السلطة وسألت هيلي: هل نعتقدُ أنّه عائق؟ نعم .. هل نجلِسُ هناكَ ونركّزُ على ازاحتِه؟ لا لكنّ تساؤلاتِ السفيرةِ ذاتِ الكعبِ العالي التي تحكمُ مِن اسمِها الى قدمَيها.. كان قد أجابَ عليها وزيرُ خارجية اميركا ريكس تيلرسون من أنقرة عندما قال إنّ وضعَ الاسد وعلى المدى الأبعد سيقرّرُه الشعبُ السوري وأبلغ ناظرُ الدبلوماسيةِ الأميركيةِ أقرانَه الاتراك أنّ أميركا تواجهُ خِياراتٍ صعبةً في سوريا وبحثَ معَ المسؤولينَ هناك كيفيةَ إنشاءِ مناطقَ لعودةِ اللاجئينَ إلى بلادِهم.. وهي خلافُ تلك المناطقِ الآمنةِ التي حَلَمَتْ بها تُركيا على مدى سنواتِ الأزْمة وبتصريحٍ واحدٍ يكونُ وزيرُ خارجية اميركا قد أصاب أردوغان بجُلطاتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ متتاليةٍ فهو أحاطَه عِلماً بأنّ الأسد "وعلى المدى الأبعد" سيختارُه الشعبُ السوريّ أي إنه باقٍ الآنَ وسينتخبُ غدًا وفي تخثّرِ الدمِ الابعدِ مدى فإنّ تيلرسون يؤكّدُ لأنقرة أن لا مناطقَ آمنة لا اليوم ولا بعدَ حين وعليه فإنّ تُركيا لم تعد ترى أن عمليةَ درعِ الفُرات لازالت ذاتَ جدوى لذلك أعلنتِ انتهاءَها لانها حقّقت أهدافَها .. لكنّ أياً من هذهِ الاهدافِ لم يكُن قد وصلَ الى أولِ الطريق, فلا المِنطقةُ الآمنةُ قامت ولا السيطرة ُالتي كانت تنشدُها تركيا قد فُرضت من جرَابلس الى الباب ومَنبِج والرَّقة وصولاً الى الطرقِ على أبواب دمشق الذي كان يستهدفُ الرئيس الاسد قبل اسبوعين وأخفقَ في فتحِ بواباتِ الشام. هو ربيعٌ آخرُ في فصلِ الربيع الدامي ذات ثورة.. حيث المتغيّراتُ تُحدثُ المفاجآت والتي وصلت الى البحرِ الميّت ببيانٍ ختامي لم يرقَ بتهديداتِه الى مستوى ما خَطّط له وزراءُ الخارجيةِ العرب قبل القِمة بيومٍ واحد.. إذ تجنّبوا نكْءَ إيران.. وحادوا عن تسميةِ حِزبِ الله بالاسم.. فما الذي يحدثُ لتحديداً؟ فالطريقُ الدَّوليةُ الاقليميةُ معبّدةٌ بالتسويات.. والعربُ يسيرونَ عليها ليس لأنها تشكلُ قناعتَهم في رسمِ النهايات بل لانّ العم ترامب أراد. أمام هذه التسويات فإنّ قِصَرَ النظرِ اللبنانيّ كان يبحثُ عن دسِّ رسالةٍ في بحرٍ مات وشبِعَ موتاً.. وعن هذه الرسالة قراءةٌ دُستوريةٌ للرئيس حسين الحسيني الرئيس الذي لا يمكنُ أن يكونَ سادسَ المجتمعين لكن الحسيني قرأ الرسالةَ بمفعولٍ رجعي.. يعودُ الى أيام ِطاولة الحوار التي تختزلُ المؤسساتِ واعلانَ بعبدا الذي يَنشُدُ الحِياد.. وسأل: حياد عن مَن؟ وعن ماذا؟ عن إسرائيل العدو؟ وعن الرسالةِ الخماسية لخّص الحسيني الموقفَ بالقول: العِبرةُ كانت في النتائج.