طيب الله أوقاتكم. كان هذا في مثل هذا اليوم. أما اليوم، في الساعات الأولى من صباح اليوم فقد فقدت مصر واحدة من أطهر بناتها، جاهدت في هدوء في تربية أجيال من الإعلاميين بعضهم صار على يديها أكثر أخلاقاً و بعضهم الآخر صار أقل فساداً، ثم رحلت في هدوء و هي تخشى على ثورة مصر. و هذه لا تزال تمتطي ظهر أرجوحة تلف الرؤوس و تقلب البطون.
أهلاً بكم. سنحيي في فقرة تالية مع بعض رموزها ذكرى ظهور حركة "كفاية" بأول هتاف ينادي بسقوط الديكتاتور الذي سقط بعد ذلك بسبع سنوات. اسمحوا لي في البداية أن أنعى إلى مصر و العالم العربي سيدة من أطهر السيدات، عالمةً من أوفر العالمات، مربية تخرجت من مدرستها أجيال تدين لها بالحب و التقدير و الاحترام و العرفان.
الأستاذة الدكتورة جيهان رشتي، أول عميدة لكلية الإعلام في جامعة القاهرة، نائبة رئيس جامعة مصر، عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة و التليفزيون سابقاً و مؤسسة عدد من أقسام الإعلام في دول عربية. ارتفعت روحها إلى بارئها صباح اليوم عن عمر يناهز الثالثة و السبعين مخلفةً وراءها كتباً و أبحاثاً رائدة و أعلاماً من الإعلاميين و الباحثين في أنحاء العالم كله و ابنتين جميلتين: منى و رشا.
إنا لله و إنا إليه راجعون. في جنة الخلد بإذن الله ستبقى هذه الروح عنواناً جميلاً لاحترام الذات في أزمنة قبحها البعض.