وهكذا إنتهى المشهد في العباسية كما انتهت مشاهد سابقة له: مدرعات مسيطرة بعد فوات الأوان، ودماء سالت عبثا على الأسفلت، ومطاردات شوارع بين البدلة العسكرية وبنطلونات الجينز، وجنود يرقصون بهستيريا مع أهالي المنطقة الفرحين بتخلصهم من كابوس الإعتصامات، ومبررات تُعلن في مؤتمرات صحفية فتاكة، وشباب يزدادون غضبا يشحنهم للمزيد من المعارك غير المحسوبة التي يكسب من ورائها المستبد، ومعتقلون لن يبكي عليهم أحد سوى أهاليهم والنشطاء الحقوقيون الذين يقاومون المحاكمات العسكرية بكل بسالة، وبسطاء لم يعودوا فرحين بشعار (الشعب يريد) لأنهم لم يعودوا يريدون سوى عودة أرزاقهم المقطوعة، وقادة فاشلون سيبقون كالعادة بعيدين عن الحساب.
هذه كلمات الكاتب بلال فضل التي يكتبها في بوكس الغد في جريدة الشروق... اسمح لنفسي بان استعيرها... واسمح لنفسي بان اطرح نفس السؤال الذي يسأله بلال فضل
فهل نضيف إلى المشهد هذه المرة نقدا ذاتيا يجب أن تمارسه كل الأطراف المحبة للوطن والثورة، لأن التفاصيل الكامنة في المشهد تنذر بدخول الثورة في منعطف خطير بعيد عن السلمية، والذي ينكر ذلك يخدع نفسه ويدفن رأسه في رمال الحماس القاتلة.
ياخفي الألطاف نجنا مما نخاف.