اليونان اليوم تحيي ذكرى انتفاضتها على حكم العسكر.. هذه الانتفاضة قام بها الطلبة عام 1973 ضد القادة العسكريين الذين كانوا يديرون الحكم، ويصورون للشعب أنهم يحمون البلاد من خطر الشيوعية.. هؤلاء العسكر عينوا وقتها حكومة ضعيفة، وأعادوا صياغة الدستور بحيث يضمن منحهم اختصاصات مطلقة، وأفسدوا الحياة السياسية بعقد صفقات سرية مع تيارات ضد أخرى.. وكان هؤلاء العسكر مدعومين من الولايات المتحدة، لذلك انطلقت مسيرة ضخمة في هذا العام من جامعة أثينا باتجاه السفارة الأمريكية، ولكن سحقتها قوات الجيش، وداست المدرعات على المحتجين، وقتلت منهم الكثيرين.. ومنذ ذلك الوقت، تنطلق مسيرة مشابهة كل عام لإحياء هذه الذكرى التي لا تنسى، والتي قد تستلهم منها شعوب أخرى العديد من العبر والدروس..
هذا هو السؤال.. مسيرة اليونان اليوم تأتي في وقت تعاني فيه اليونان، من حالة من الركود منذ ثلاث سنوات ومعدل بطالة قياسي.. بينما أطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع والقنابل الضوئية لتفريق المحتجين.. وهذا هو تعبير طبيعي عن الغضب من الحكومة الائتلافية الجديدة بزعامة لوكاس باباديموس، التي تتبنى سياسة تقشف لمواجهة أزمة الديون الطاحنة التي لن تؤدي لانهيار اليونان وحدها، وإنما قد تؤدي لانهيار الاتحاد الأوروبي بأسره..