النظام السوري فقد شرعيته من وجهة نظر المحتجين من شعبه، ومن وجهة نظر الولايات المتحدة وبعض القوى الدولية.. لكنه من وجهة نظر الجامعة العربية يجب أن يبقى ويستمر.. لأن سقوط نظام زين العابدين، أو نظام مبارك، أو نظام القذافي، لن يخل بالأمن القومي العربي، لكن سقوط نظام بشار سوف يدخل المنطقة في نفق مظلم مع إسرائيل وإيران وحزب الله.. هذه القناعة التي تتبناها الجامعة العربية، وتشرف على تنفيذها قطر، هي التي تجعل الكثيرين ينظرون بعين الشك لمن يديرون الوساطات العربية بين الأنظمة المستبدة والشعوب الثائرة.. إسقاط القذافي كان مقصوداً.. وإبقاء الأسد هو أيضاً مقصود.. إذن الشعوب ليست في المعادلة.. لأن الدماء التي سالت في ليبيا، لا تختلف عن الدماء التي تسيل في سوريا.. كلها دماء عربية.. فلماذا ادعاء الغيرة على دماء ليبيا، والتلكؤ في حقن دماء سوريا؟ هذه ليست أسئلتنا.. هذه أسئلة من يتابع أخبار المبادرة العربية الأخيرة، لاحتواء الأزمة في سوريا..
