اختار الدكتور مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصر لتكون أولى محطاته الخارجية بعد إعلان ليبيا التحرير الكامل من حكم القذافي.. هذا الاختيار بالتأكيد له معنى كبير، فالعلاقات بين مصر وليبيا، رغم الشد والجذب فيها، تشبه المصير المحتوم.. صحيح أن الدبلوماسية المصرية لم يكن لديها فرص كثيرة حتي تختار منها عندما بدأت ضد القذافي، بالتأكيد بسبب المليون مصري الذين كانوا يعلمون هناك.. لكن دائماً كانت مصر محركاً للأحداث الفاصلة في ليبيا.. القذافي نفسه تلقى دفعته الأولى إلى كرسي الزعامة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. وأيام السادات شهدت العلاقات توتراً كبيراً بسبب نزوع السادات للسلام مع إسرائيل، وتطور الأمر بين البلدين وقتها إلى مناوشات عسكرية على الحدود، حتى توسط ياسر عرفات والرئيس الجزائري فتوقف القتال وتم تبادل الأسرى.. أيام مبارك كان هناك مكتب للعلاقات بين البلدين برئاسة أحمد قذاف الدم، لكن ذلك لم يمنع من توتر بين الحين والآخر، وكان الحل دائماً في زيارة يقوم بها أحد الزعيمين لبلد الآخر، وتنتهي الأزمة، في انتظار الأزمة التالية.. لكن الآن هناك ثورتان، واحدة في مصر والثانية في ليبيا.. وكلاهما يرغب في طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة.. ونقطة التحول فيها هي زيارة عبد الجليل إلى مصر..