في إنجاز علمي بارز، كشفت دراسة حديثة بقيادة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب عن اكتشاف مذهل لأقدم وأكبر مجتمع زراعي في شمال غرب إفريقيا يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث المتأخر. وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في بيان الأربعاء إن المركب المكتشف في قرية واد بهت بالقرب من مدينة الخميسات "يعود إلى الفترة ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد، وهو أكبر وأقدم مركب زراعي يتم توثيقه في إفريقيا خارج وادي النيل". وأضافت البيان أن المركب "يمتد على مساحة تقارب 10 هكتارات، مشابه في حجمه لمدينة (طروادة) الإغريقية من العصر البرونزي المبكر"، مشيرا إلى أن الاكتشاف يقدم "رؤى جديدة حول استيطان المغرب الكبير بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ويعزز فهمنا للدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر المتوسط". وأوضح البيان أن الأبحاث التي أجراها علماء الآثار قادتهم إلى الوصول لدلائل على وجود نباتات وحيوانات تم تدجينها، بالإضافة إلى مجموعة غنية من الأدوات الأثرية، بما في ذلك الأواني الخزفية المزخرفة متعددة الألوان، والفؤوس المصقولة، وأدوات الطحن، وعدة أنواع من الأدوات الحجرية. كما كشفت الحفريات عن وجود عدد كبير من حفر التخزين والمخازن العميقة، والتي كانت تستخدم على الأرجح لتخزين والحفاظ على المواد الزراعية. ويعد هذا الاكتشاف أحد نتائج مشروع دولي متعدد التخصصات في وادي بهت تم إطلاقه عام 2021 في إطار التعاون العلمي بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والمعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي/المجلس الوطني للبحوث، ومعهد ماكدونالد للبحث في الآثار بجامعة كمبريدج، والمعهد الإيطالي للشرق الأوسط والأقصى.