عشراتُ آلافِ الأردنيين، «تقول إحصائيةٌ غيرُ رسميّة إنهم تجاوزا الـ 80 ألفًا»، غادروا المملكة إلى ما يرونَ أنّها «أرضُ الفرصِ والأحلام»، عبرَ رحلةٍ تحفّها، من كلِّ جانب، الأخطار؛ هربًا من واقعٍ ارتفعت فيه نِسَبُ البطالة، وخَفَت فيه بصيصُ الأمل لدى الشّبان، الذينَ رأوا في «المجهولِ» فرصةً لمستقبلٍ يرونه، حسبَ تعبيرهم، أكثر إشراقًا.
كثيرٌ من الشباب الأردنيين في مختلف المحافظات غادروا أرض الوطن، ومثلهم شبابٌ من مختلفِ الدّول العربيّة، سبَروا أغوار هذه الرحلة الخطيرة، ومنهم من نجحَ في الوصول إلى مبتغاهم في الولايات المتحدة الأميركية، ومنهم مَن ينتظر عبر الرّحلة الطويلة، فيما لا يزالُ آخرونَ يدرسونَ الفكرة ويبحثونَ عن المزيد من الأجوبة والتفاصيل، قبلَ أنْ تأتي الانتخاباتُ الأميركيّة بالتغيير في وضعِ الهجرة والحدود، لو فازَ ترمب وحزبُه الجمهوريّ بها.
تبدأ الرحلة من الأردن إلى مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، مرورًا بنحوِ عشرة دول، أغلبها يتمُّ قطعها بطرقٍ غير قانونيّة (تهريب)، وتحفّها المخاطر والعذابات ما بين العطش والجوع والخوف، كما تستخدم فيها وسائل النقل الحديثة والبدائية بأنواعها المختلفة، مرورًا بالجبال والأدغال والأنهار، والارتهان لعصابات تهريب البشر، في دولٍ الجريمةُ فيها منظمةٌ وتشكّل أحدَ مصادر الدّخل الأساسيّة.