إنّ المتأمّل في كلمات الحوقلة يُدرك أنّها تنمّ عن معانٍ عظيمة، وأنّ المقصود بكلمة "لا حوْل"؛ أي أنّه لا لحيلة للمرء ولا قدرة له، ومن مشتقّاتها الحيلة والاحتيال والمحال، وقد جاءت في القرآن الكريم في قول الله -تعالى-: (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)،[١٣] أي أنّه شديد القوّة والمكر بعباده، وبناءً عليه فإنّ المرء عند قوله لتلك الكلمات يكون قد أقرّ بعجزه وضعفه وأنّه لا يستطيع درء الشرّ عن نفسه، ولا جلب الخير لها، كما يقرّ بقولها أنّه لا يقوى على الطّاعات وفعل الخيرات، ولا يستطيع ترك المعاصي والمنكرات، إلّا بقدرة الله -تعالى- وقوّته وبتوفيق منه، ومن معاني تلك الكلمات العظيمة أيضاً أنّ الله هو مالك كل شيء، ولا يملك العبد من دونه شيئاً، إلّا ما قدّر الله -تعالى- للعبد بإرادته، وهو قادر على نزعه منه إذا شاء.[١٤][١٥]