رغم اعتراف شركة أسترازينيكا بإمكانية حدوث آثار جانبية نادرة وقاتلة للقاحها، إلا أن خبراء يؤكدون على سلامة وفعالية اللقاح. وفي التفاصيل، أثار اعتراف شركة أسترازينيكا مؤخرًا بإمكانية حدوث آثار جانبية نادرة وقاتلة للقاحها المضاد لفيروس كورونا موجة من القلق بين بعض الأشخاص الذين اختاروا هذا اللقاح. ورفعت 51 دعوى قضائية ضد الشركة أمام المحكمة العليا في بريطانيا، من عائلات تطالب بتعويضات تقدر قيمتها بما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني. لكن مجموعة من الخبراء أكدوا لـ"سكاي نيوز عربية" أنّه لا داعي للهلع في الوقت الحالي، مشددين على أنّ فوائد اللقاح تفوق بكثير مخاطر هذه الآثار الجانبية النادرة. وطعنت "أسترازنيكا" في هذه الادعاءات، لكنها قدمت للمحكمة وثيقة قانونية في فبراير، تعترف فيها أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا يمكن، في حالات نادرة جدا، أن يسبب ما يعرف باسم تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات، أو "TTS". وأوضح الخبراء أنّ هذه الآثار الجانبية، المعروفة باسم "تجلط الدم مع انخفاض عدد الصفائح الدموية" "TTS"، تصيب 2 من كل مليون شخص فقط، بينما تقي من الموت عشرات الآلاف. وأشاروا إلى أنّ جميع اللقاحات قد تسبب أعراضًا جانبية، وأنّ فوائد لقاح أسترازينيكا في الوقاية من كوفيد-19 لا تزال تفوق بكثير هذه المخاطر. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية من تصريحات الخبراء: قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، الدكتور ضرار حسن بلعاوي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": - اللقاحات فعالة وآمنة وقد أنقذت حياة المليارات. - هناك عرض جانبي نادر جدا وهو تخثر الدم المصاحب لانخفاض الصفيحات الدموية، وهو عرض تم الحديث عنه سابقا واكتشافه ليس بالجديد. - هذا العرض أصاب 2 من كل مليون شخص أخذ اللقاح، ولكم أن تتخيلوا لو لم يأخذ مليون شخص اللقاح كم شخص كان سيموت منهم، تقريبا كان سيموت من 20 إلى 30 ألف شخص. - "أسترازينيكا" لم تقل أن لقاحها يسبب هذا العرض الجانبي بل قالت يمكن أن يسببه، وهناك فرق بين التعبيرين. - كل اللقاحات يمكن أن تسبب أعراض جانبية. كما قال استشاري الأمراض المعدية والجرثومية جلبير الحلو: - الشق القانوني مهم في الموضوع، فتصريح "أسترازينيكا" الأخير عن هذا العرض الجانبي المميت جاء بسبب الدعاوى القضائية ضدها. - المقارنة تكمن بين المضار الكبيرة لفيروس كورونا التي سرقت أرواح الملايين حول العالم وبين الآثار الجانبية للقاح. - الآثار الجانبية صعب الابتعاد عنها بالمطلق ولكل دواء آثاره. كما قال اختصاصي علم الوبائيات الدكتور عبد الكريم قسيس: - التجارب السريرية لـ"أسترازينيكا" لم تتجاوز معايير السلامة. - نسبة الوفيات بسبب كورونا كانت هائلة، وبالتالي الفائدة من اللقاح كانت أكثر بكثير من الضرر. - لا داعي للقلق، وهذا العرض يظهر، إن ظهر، بعد أسبوعين من أخذ اللقاح وليس بعد سنوات.