تتوارث العائلات التونسية جملة من الخصائص المشتركة في اللباس والزينة، وتتفرّد كل جهة بخصوصية يفوح منها عبق التاريخ ورائحة الأجداد الذين تركوا إرثًا في كل ركن من سلوكهم وحياتهم الاجتماعية.
وبمرور الزمن وتطور العصر، بقي من آثار الأولين قديمًا وحديثًا، ما صمد أمام متغيرات الزمن وتشبث به الأهالي وجعلوه رمزًا من رموز الهُوية وبصمة من بصمات الانتماء، ولعلّ ما حافظت عليه النسوة من تقاليد الرداء والأزياء، يبقى الأجمل في حضارة هذا البلد.
ويعتبر اللّباس عنصرا هاما من عناصر التراث غير المادّي الذي يعكس الهوية الوطنية و تجذّر الإنسان و ارتباطه بثقافته المحلية حيث ظلّ و لا يزال اللّباس عبر الزّمن محافظا على خصوصياته الإبداعية و مميزاته التراثية و جزء لا يتجزّأ من الهوية الثقافية للبلاد .
الجدير بالذكر أن اللباس التونسي التقليدي يختلف قليلًا بأنواعه اعتمادًا على الخيوط التي يطرز بها؛ فمثلًا يمتاز لباس المرأة التونسية في مناطق الشمال بكونه مطرزًا بخيوط من الفضة، والكنتيل، وفي منطقة الساحل يتم تطريز اللباس بالذهب والحرير وتكون النقوش عليه نماذج للأزهار والحيوانات والطبيعة، أما في مناطق الجنوب فيكون تطريز هذه الألبسة قائمًا على النماذج والأشكال الهندسية المختلفة،