تواجه الطفلة شام اليوم خطر بتر ساقيها، بعد إصابتها على غرار ناجين كثر من الزلزال بمتلازمة "هرس الأطراف". وبقيت شام البالغة تسع سنوات نحو أربعين ساعة تحت الأنقاض في شمال غرب سورية، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، تطلب عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها أو تدندن معهم أغنية تحمل اسمها، ثم تئن من بقائها تحت الأنقاض. وتخضع شام بعد انهيار منزلها وسقوط السقف على ساقيها، للمراقبة منذ أيام في العناية الفائقة في مستشفى الشفاء في مدينة إدلب. وتواجه الطفلة، وفق الأطباء الذين يتولون رعايتها، خطر بتر رجليها على مستوى الساقين كما أنها معرضة لمشكلات في القلب والكلى. ودمر الزلزال منزل الطفلة في مدينة أرمناز في ريف إدلب الشمالي الغربي وتسبّب بمقتل أمها وشقيقتها، بينما نجت مع اثنين من أشقائها ووالدها. على سرير المستشفى، تتمدّد شام وقربها دمية، وتردّد: "ساعدني يا دكتور" في كل مرة تشعر فيها بألم شديد. ويقول أخصائي الجراحة العظمية طارق مصطفى: "الطفلة شام واحدة من حالات عدة وردت الى مستشفيات المنطقة وتعاني من متلازمة الهرس بعدما بقيت أكثر من أربعين ساعة تحت الأنقاض". ويضيف: إن "وضعها كان حرجًاً لأنها معرضة للبتر على مستوى الساقين"، لكنه أشار إلى أن "بعض المؤشرات الايجابية" دفعت بالمشرفين عليها إلى تأجيل عملية البتر. وتنتج متلازمة الهرس عن أي ضغط تتعرض له الأطراف لفترة طويلة تفوق 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة، وفق مصطفى، الذي أفاد عن معاينة الأطباء في المنطقة لحالات كثيرة مشابهة خصوصًاً من الأطفال. ويصل المصاب إجمالًا وهو بحالة جيدة الى المستشفى ثم يبلغ الأطباء بألم يشعر به على مستوى الأطراف. لكنه يكون في الوقت ذاته عرضة للإصابة بمشكلات في القلب والكلى تُهدد حياته، ويقول مصطفى: "هذا ما يُسمى بالمصطلح العامي: ابتسامة الموت". ولا يواجه المصاب خطر التعرّض للبتر فحسب، ذلك أن إعادة تنشيط الدورة الدموية دونها عواقب، فارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يؤدي الى أذية قلبية بشكل مباشر، وارتفاع الهيموغلوبين قد ينتج عنه قصور كلوي.