بعد أشهر من إعلان إصابة بروس ويليس بالحبسة الكلامية (فقدان القدرة على الكلام)، وبعد أن اعتزل التمثيل في شهر آذار (مارس) 2022، أعلنت عائلة نجم هوليود تشخيصه بمرض "الخرف الجبهي الصدغي"، المعروف اختصارا بـ"إف تي دي" (FTD). وقد جاء في البيان التي أصدرته العائلة: أنه لا علاج لهذا المرض حتى اللحظة، على أمل أن تتغير الأمور في السنوات المقبلة. وأشارت عائلة ويليس إلى أنّه "منذ أن أعلنّا تشخيص إصابة بروس بالحبسة في ربيع عام 2022، تفاقمت حالته". والخرف الجبهي الصدغي، عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الناجمة عن تراكم بروتين "تاو" وغيره من البروتينات التي تدمر خلايا الفصين الجبهي (خلف الجبهة) والصدغي (خلف الأذن) من الدماغ. تظهر هذه الإصابة بين عمر 45 سنة و64، وتعتبر هذه أكثر أشكال الخرف شيوعًاً لدى من هم دون سن 60 سنة، لكن النسبة لا تتخطى الـ10 أو الـ20 في المئة. ووفق ما جاء في البيان الصادر عن جمعية التنكس الجبهي الصدغي، "يمكن أن يسبب الخَرَف الجبهي الصدغي، الذي يعد الخَرَف الأكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، في مواجهة تحديات في التواصل، بالإضافة إلى تغييرات في السلوك، أو الشخصية، أو الحركة". وعادة ما يعيش الأشخاص المصابون بالخَرَف الجبهي الصدغي بين ست وثماني سنوات مع هذه الحالة، وفقًا للمعهد الوطني الأميركي للشيخوخة. مع العلم أن حوالى 10 إلى 30 في المئة من حالات الخرف الجبهي الصدغي تكون وراثية. قد يكون من الصعب في البداية معرفة نوع الخَرَف الجبهي الصدغي الذي يعاني منه الشخص، إذ أن الأعراض والترتيب الذي تظهر به قد تختلف من شخص لآخر، كما يعتمد الأمر على أي أجزاء من الفص الجبهي أو الصدغي المصابة. وفي الحبسة التقدمية الأولية، قد يواجه الشخص صعوبة بالكلام أو فهم الكلمات، وبمرور الوقت، قد يفشل بالتعرّف على الوجوه والأمور المألوفة. تختلف العوارض عامةً بحسب الموضع المصاب في الدماغ، وقد تظهر عوارض أخرى في مراحل متقدمة من المرض وقد تكون عبارة عن مشكلات جسدية، ومنها البطء أو التصلّب في الحركة وفقدان السيطرة على المثانة والأمعاء أو الضعف في العضلات أو الصعوبات في البلع. أما بالنسبة إلى الخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي، نادرًا ما يعاني الأشخاص من مشاكل في الذاكرة. عوض ذلك، فإنهم يكافحون لتخطيط وتنظيم تسلسل أفكارهم، ويواجهون صعوبة في تحديد الأولويات، وفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة. ويشرح أستاذ علم الأعصاب ومدير مركز ميتشيغان لمرض الزهايمر بجامعة ميشيغان.هنري بولسون أن الطبيب يجري فحصًاً سريريًاً دقيقًاً مرفقًاً باختبار نفسي لتقييم المهارات المعرفية. ومن خلال التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ يمكن معرفة إذا كانت أجزاء معينة من الدماغ تتقلص أو تظهر عليها علامات الضمور. كما يساعد فحص الدم للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى لضعف الإدراك مثل أمراض الغدة الدرقية أو نقص في الفيتامين B12. خلافًا لمرض الزهايمر، لا توجد علاجات حالية لإبطاء تقدم الخَرَف الجبهي الصدغي. يمكن للأطباء محاولة تحسين نوعية حياة المريض من خلال وصف الأدوية التي تقلل الانفعالات، أو التهيج، أو الاكتئاب. كما يمكن أن يساعد اختصاصي علم أمراض النطق واللغة بتحديد أفضل الاستراتيجيات والأدوات لمريض الخَرَف الجبهي الصدغي الذي يعاني من تدهور المهارات اللغوية. وقد يساعد العلاج الطبيعي، بتوجيه من طبيب متخصص في هذه الاضطرابات، بعلاج الاضطرابات الحركية.