"رجل الموت" .. هكذا يُلقب فيكتور بوت، الذي كانت واشنطن ترفض بشدة إدراجه في صفقة تبادل سجناء مع موسكو، قبل أن تستجيب أخيرا، فما سر كل هذا التعنت تجاهه؟ وهل تعمدت الولايات المتحدة المبالغة بشأن خطورتة؟
في العام 2008، جرى اعتقال بوت في تايلاند عن طريق عملاء سريين تابعين للولايات المتحدة، أوهموه أنهم يريدون شراء شحنة أسلحة لإسقاط مروحيات أمريكية. وفي عام 2010 تم ترحيله إلى الولايات المتحدة، ثم حكم عليه عام 2012 بالسجن 25 عاما، ليقف مدافعا عن نفسه بالقول:"إنه لم يكن يوما بنيته بيع هذه الأسلحة وأن الله يعلم الحقيقة". ودخلت وزارة الخارجية الروسية على الخط ووعدت ببذل كل ما بوسعها لإعادته معتبرة أن الحكم "سياسيا".
بحسب تقرير للأمم المتحدة، فقد ولد بوت في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، ودرس في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو قبل الانضمام إلى سلاح الجو. ثم اشتبه البعض بأنه كان عنصرا في أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية.
المخيلة الأمريكية لصورة فيكتور بوت، تجسدت في الفيلم الهوليودي الشهير "سيد الحرب"، الذي روى قصته، على أنه "ضابط سوفياتي أحسن اغتنام الفرصة عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، عن طريق شراء والسيطرة على طائرات متروكة على المدارج بين موسكو وكييف، ومخزونات هائلة من الأسلحة بحراسة جنود لم يكن أحد يدفع لهم أجورهم، وفورة الطلب على الأسلحة.
لكن ردا روسيا ظهر في كتاب أصدره ألكسندر غاسيوك عام 2021، خلص إلى أن "الأسطورة التي اختلقتها الولايات المتحدة حول بوت قصة بديهية إلى حد مشين، فهي قصة روسي شرير يبيع أسلحة بصورة غير شرعية ويحاول إلحاق الأذى بأمريكا، لكن الأمريكيين الطيّبين وضعوا حدا له". وفي مقدمة الكتاب أكدت ألا زوجة بوت أنه"رجل أعمال نزيه يحب بلاده، حكم عليه لجرائم لم يرتكبها".
وعلى مدار سنوات ظل اسم فيكتور بوت موضوع مفاوضات معقدة، بين واشنطن وموسكو، وأخيرا، ها هو يعود إلى بلاده، في صفقة مقابل لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتنى جرينر. فهل تكون هذه العودة بمثابة نهاية رحلة كانت مليئة بالغموض والصفقات ومئات الروايات المتناقضة
