وسط مخاوف من انتشاره بشكل متزايد، أصبحت بلجيكا أول دولة تفرض الحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يومًا على المصابين بفيروس "جدري القرود" الذي رصد في 14 دولة حتى الآن. وكان ارتباط جميع الإصابات، التي تم تسجيل أولها يوم الجمعة الماضي، بمهرجان أقيم في مدينة أنتويرب الساحلية. ويأتي ذلك في الوقت الذي حذّر فيه الأطباء من أن المملكة المتحدة تواجه زيادة "كبيرة" في الإصابات، وأن استجابة الحكومة "حاسمة" في احتواء انتشاره. وقالت الدكتورة كلير ديوسناب، رئيسة الجمعية البريطانية للصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية: "إن تفشي المرض قد يكون له تأثير هائل على الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية في بريطانيا". وتشمل آخر الإصابات في بريطانيا، طفلاً بريطانيًا في حالة حرجة حاليًا في أحد مستشفيات لندن، بينما تم تسجيل 100 إصابة أخرى في أوروبا. وأشارت ديوسناب في حديث صحافي إلى أنه سيكون هناك المزيد من التشخيصات خلال الأسبوع المقبل، مؤكدة أن أكثر ما يقلقها هو وجود عدوى في جميع أنحاء أوروبا، "لذا فقد انتشر هذا بالفعل". ويمكن أن تنتقل العدوى الفيروسية النادرة، التي يلتقطها الناس عادةً في المناطق الاستوائية بغرب ووسط إفريقيا، عن طريق الاتصال الوثيق مع شخص مصاب. وعادة ما يكون وقع المرض خفيفًا، حيث يتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع قليلة دون علاج. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض قاتلًا حيث تؤدي السلالة التي تسبب التفشي الحالي إلى وفاة واحد من كل 100 مصاب. ولفتت سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين بوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إلى أنه يتم اكتشاف المزيد من حالات جدري القرود يوميًا. كما سُجلت حالات في إيطاليا والسويد وبلجيكا وألمانيا وهولندا وفرنسا وإسرائيل وسويسرا وأستراليا وكندا والبرتغال. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع تسجيل المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود لأنها توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة. وأشارت المنظمة إلى أنه حتى يوم السبت، تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و 28 حالة يشتبه بإصابتها بجدري القرود من 12 دولة لا تعد موطنًا للفيروس، مضيفة أنها ستقدم مزيدًا من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول حول كيفية تخفيف انتشار جدري القرود. ولم تسجّل أي وفاة حتى الآن بهذا المرض الفيروسي. وقد أكد المستشار في الأمراض المعدية الطبيب ضرار البلعاوي في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أنه "لا ضرورة للقلق من فيروس جدري القردة، لأنه من عائلة فيروسات الجدري التي تصيب الإنسان". ولفت إلى أن ما يطمئن الناس أكثر أن جدري القرود ليس فيروسًا تنفسيًا، ولا يمكنه أن ينتقل إلى أكثر من شخص في ذات الوقت مثل كوفيد-19 أو الإنفلونزا. كما استبعد أن يتفشى فيروس جدري القرود ويصبح جائحة كما تفشى فيروس كورونا.