يعتقد العالم الأسترالي كارل كرزينلنيكي أن العدد الهائل من حالات الاختفاء في مثلث برمودا لا يمكن تفسيره بأي شيء خارق للطبيعة أكثر من الخطأ البشري، وسوء الأحوال الجوية، وحقيقة أنه مشغول جدًا بالطائرات والقوارب. حالات الاختفاء في "مثلث الشيطان" ليست خارجة عن المألوف، فإنه يغطي مساحة 700 ألف كيلومتر مربع من المحيط وهي منطقة بحرية مزدحمة بشكل خاص. وأوضح كارل قائلا: "إنه قريب من خط الاستواء، بالقرب من جزء غني من العالم - أميركا - وبالتالي لديك الكثير من حركة المرور". وقال كرزينلنيكي ، الحاصل على زمالة في جامعة سيدني: " إن الرقم المفقود في مثلث برمودا هو نفسه في أي مكان في العالم على أساس النسبة المئوية"، مشيرًا لحادثة شهيرة أثارت موضوع مثلث برمودا وهي خسارة الرحلة 19 التي بدأت التكهنات بعدها. وكانت هذه الرحلة تتضمن خمس قاذفات طوربيد تابعة للبحرية الأميركية انطلقت من فورت لودرديل ، فلوريدا ، في 5 ديسمبر 1945، في مهمة تدريبية روتينية لمدة ساعتين فوق المحيط الأطلسي. وبعد فقدان الاتصال اللاسلكي بقاعدتهم، اختفت جميع الطائرات الخمس، ولم يتم العثور على أي أثر لهم أو لأفراد طاقمهم البالغ عددهم 14. وبشكل مخيف، كما قيل لاحقًا، تم إرسال طائرة مائية من طراز PBM-Mariner في تلك الليلة في مهمة بحث وإنقاذ للعثور على الرحلة 19 واختفت أيضًا مع طاقمها البالغ عددهم 13. ويرى كرزينلنيكي أنه على الرغم من الاقتراحات بأن الدورية اختفت في ظروف طيران مثالية ، إلا أن وجود 15 مترًا من الأمواج كان من الممكن أن يكون لها تأثير كبيرمن ناحية سوء الأحوال الجوية. وأضاف أن طيارًا واحدًا فقط كان متمرسًا في الرحلة وهو قائدها الملازم تشارلز تيلور، وربما كان لخطأه البشري دور في المأساة. وأضاف أن النصوص الإذاعية التي تعود إلى ما قبل اختفاء الدورية أوضحت عدم التأكد من مكان الرحلة 19 وقدرت أن الملازم تيلور يعتقد أن بوصلته قد تعطلت وأنه كان فوق فلوريدا كيز، لكن التحليل الذي أجراه الطاقم الأرضي في وقت لاحق أظهر أنه كان إلى الجنوب الشرقي، بالقرب من جزيرة في جزر الباهاما. وقدر العالم الأسترالي أن هذا أدى إلى قيادة المجموعة عن غير قصد إلى المحيط الأطلسي، فوق المياه العميقة حيث قد يكون من الصعب العثور على طائرات أو أجساد غارقة. وبعدها تم إرسال طائرة البحث والإنقاذ البحرية في مهمة إنقاذ لكنها اختفت هي الأخرى حيث ذكر كرزينلينكي أنها شوهدت تنفجر في السماء دون أن يقدم تفسيرًا. وقد عزا البعض اختفاءات مثلث برمودا إلى الانبعاث المتفجر لغاز الميثان، المحاصر مثل هيدرات الميثان داخل قفص بلوري جليدي من جزيئات الماء تحت قاع البحر البارد في أعماق المحيط. وقد تم الاستنتاج بأن مثل هذه الانفجارات يمكن أن تطلق عمودًا عملاقًا من الغاز يتسبب في فقاعات البحر كما لو كانت تغلي وتغرق السفن. أما في السماء، فإن ما ينتج عنه من الميثان يمكن أن ينفجر عند ملامسته لعادم محرك الطائرة الساخن. واعترف أحد علماء المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة الذي تمت استشارته بشأن هذه النظرية أن انفجار هيدرات الغاز يمكن أن يغرق السفن بالفعل بالطريقة الموصوفة. واكتسبت نظريات "مثلث برمودا " الغامض جاذبية كبيرة، وخضعت لتفسيرات عدة، من بينها وجود عامل فضائي خارجي، وهو ما قدمه المخرج الأميركي الشهير ستيفن سبيلبرغ في فيلمه الخيالي "ق?