رغم الظروف الصعبة التي مر بها لبنان خلال السنوات الماضية، من فراغ رئاسي دام لنحو عامين إلى التراجع الواضح الذي طال معظم قطاعاته الاقتصادية.إلا أن لبنان لا يزال يسعى للتغلب على هذه التحديات بدءاً من إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية... وصولا الى محاولة تنقية الأجواء السياسية والاقتصادية مع محيطه العربي والخليجي لا سيما مع المملكة العربية السعودية.و كون لبنان بلداً سياحياً من الدرجة الأولى فهو يعتمد بشكل كبيرعلى قطاعه السياحي في ناتجه المحلي الإجمالي، والذي شهد بدوره ضغوط متعددة خلال الفترة الماضية، نتيجة الأوضاع السياسية المتقلبة التي دفعت ببعض الدول الى حظر سفر مواطنيها الى لبنان.لكن اليوم، مع عودة الاستقرار شيئا فشيئا، رفعت معظم الدول هذا الحظر وعلى رأسهم السعودية التي تعهدّت بزيادة عدد رحلاتها الجوية إلى بيروت.بالمقابل، سجل عدد السياح الوافدين الى لبنان من معظم الدول الغربية مستويات قياسية خلال العام الماضي. بما في ذلك الوافدين من الولايات المتحدة الاميركية، وكندا، وفرنسا ومعظمهم من أصول لبنانية. إلا أن معدل إنفاق السياح بقي ضئيلاً بسبب انخفاض عدد السياح اصحاب القدرة الإنفاقية العالية، ولا سيّما أولئك القادمين من دول الخليج.وبحسب شركة Economena Analytics فإنه من المتوقع أن يشهد الاقتصاد اللبناني نموا يصل إلى 2.5% خلال العام الحالي، وذلك في ظل الارتفاع المتوقع لعدد السياح الوافدين إليه، الأمر الذي من شأنه أن يزيد معدلات إشغال الفنادق.ومن المتوقع أيضا أن تسجل كافة القطاعات في لبنان نموا إيجابيا خلال العام الحالي، مما يشكّل تحسّنًا ملحوظاً مقارنة بالعام الذي سبقه .