كل قديمٍ له رونق خاص يبعث في القلب الدفء والحنين، وهذا تماماً ما تفعله تلك الألوان الحية والرسومات الكلاسيكية على قطع البلاط المصنوعة يدوياً بكل حب. فهذه الصناعة التراثية انتشرت في عدة دول عربية منذ مئات السنين مثل فلسطين ومصر ودول المغرب، وارتبط الناس بها ولم تكن لتجد منزلاً أو قصراً في الماضي يخلو من هذه البلاطات الراقية.
ورغم أن شراء أنواع البلاط المختلفة أصبح عملية أكثر يسراً سواءً للبائعين أو المستهلكين، إلا أن صناعتها يدوياً مهنة لا تزال على قيد الحياة ولها مريدوها، فيها تُصنع كل قطعة على حدة! مما يفسر كم هي عملية شاقة لا يقوى عليها إلا العاشقون. ومع انكماشها الحاد في السنوات الأخيرة، لا يُزال هناك بضع ورش لصناعة البلاط يدوياً في كل دولة عربية، وأشهر هذه الورش على الإطلاق مصنع أصلان في مدينة نابلس الفلسطينية وهو آخر ما تبقى من هذه المهنة هناك.
باستخدام الإسمنت وبودرة الجير مع المهارة الحرفية العالية، يصب العامل الإسمنت الأساسي في القالب، ثم يزين رسمته بألوان الجير مستخدماً يديه وذوقه الخاص، فلا بد للعامل أن يكون فناناً. أما إذا أردت الاختيار، ستصيبك الحيرة بسبب العدد المهول للأشكال والألوان. يتميز بلاط الأجداد بمتانته إذ لا يتلف ولا يتآكل ومن السهل تنظيفه ليعود كالجديد، فهل يعود البلاط المصنوع يدوياً لدائرة الاهتمام مجدداً كالعديد من الصيحات القديمة العائدة؟