لا يزال توت عنخ آمون يحظى باهتمام الباحثين في الآثار المصرية، محاولين فك الغموض الذي يلف هذا الفرعون، خصوصاً في مسألة وفاته، وإن كان والده أخناتون ووالدته نفرتيتي، وتاريخ وراثته للعرش. ومن آخر المسائل التي أثيرت حول توت عنخ آمون، تلك المتعلقة بقناعه الذهبي الشهير، الذي يعتبره كثيرون "الكنز الأشهر في العالم". وفي هذا السياق، تناول عالم المصريات البروفيسور جوان فليتشر في كتابه "وادي الملوك العصر الذهبي المصري"، عنصرًا مهمًّا لم يلتفت إليه العلماء والباحثون طوال السنوات الماضية، والمتمثل بأذن الفرعون. ونقلت صحيفة "إكسبريس" البريطانية عن فليتشر قوله: "قناع توت عنخ آمون هو مثال لمصر القديمة، مألوف جدًّا، لكنّه مثل الكثير من كنوزه، يحمل سرًّا عظيمًا"، مضيفًا "زرت معهد غريفيث التابع لجامعة أكسفورد لفحص السجلات الأكثر تفصيلًا لدفنه، والصور التي التقطت بواسطة مصور كارتر في كل مرحلة من مراحل التنقيب التي استمرت 10 سنوات". وتابع: "لفت انتباهي في قناع الفرعون ميزة تم التغاضي عنها حتى الآن، وهي الآذان المثقوبة"، لافتًا إلى أنّ "الأبحاث تشير إلى أنّ توت عنخ آمون لم يكن يرتدي الأقراط بعد طفولته، لذا فعندما توفي وهو في سن العشرين، من المفترض ألا يصوّر بآذان مثقوبة". وأضاف: "قد يكون القناع قد صنع لفرعون آخر أو لشخصية على درجة عالية من الأهمية وليس لتوت عنخ آمون. القناع لم يصنع لفرعون ذكر بالغ. وبمقارنة الذهب المستخدم في صناعة الوجه، اتضح أنه مختلف عن ذلك المستعمل في باقي الأجزاء، وهناك خط لحام مرئي على القناع". وختم فليتشر "نظريته" قائلًا: "تمّ تركيب معالم وجه توت عنخ آمون على قناع فرعون سابق أو فرعونة قد تكون نفرتيتي، لوجود الآذان المثقوبة".