نور على الدرب: وقت صلاة الضحى وقيام الليل - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

2021-05-17 7

نور على الدرب: وقت صلاة الضحى وقيام الليل - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
يسأل عن صلاتي الضحى وصلاة الليل فيقول: ما هو وقت صلاة الضحى بالساعات؟ وهل يجوز أن نصلي صلاة الليل في أول الليل بعد صلاة العشاء إذا لم نستطع صلاتها في آخره؟

الجواب:
صلاة النهار في الضحى وفي الظهر كلها وقت صلاة بعد ارتفاع الشمس قيد رمح نحو ربع ساعة بعد طلوع الشمس إلى زواله إلى وقوف الشمس قبل الظهر بنحو ثلث ساعة أو ربع ساعة، لأن وقوف الشمس وقته قصير، وهو توسطها في كبد السماء قبل أن تميل إلى المغرب، هذا يقال له وقت الوقوف وقت نهي، والضحى كله وقت صلاة، والأفضل عند شدة الضحى، إذا اشتد الضحى يكون أفضل قبل الظهر بساعة أو ساعتين، هذا أفضل ما يكون لصلاة الضحى.
وإذا صلى بعد العشاء إذا كان يخشى أن لا يقوم من آخر الليل كان هذا أفضل، النبي ﷺ أوصى أبا هريرة وأوصى أبا الدرداء بالإيتار قبل النوم، والظاهر -والله أعلم- أنهما كانا يخشيان أن لا يقوما من آخر الليل لأنهما يدرسان الحديث في أول الليل، فإذا أوتر الإنسان أول الليل فهو أفضل إذا خاف ألا يقوم من آخر الليل.
أما إذا طمع أن يقوم آخر الليل ووثق من نفسه أنه يقوم فالوتر في آخر الليل أفضل، كونه يؤخر إلى آخر الليل هذا هو الأفضل؛ لقول النبي ﷺ: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل رواه مسلم في صحيحه. ولقوله ﷺ: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر، وفي اللفظ الآخر يقول جل وعلا: هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الفجر، وهذا الحديث عظيم حديث عظيم متواتر عن النبي ﷺ، وهو نزول الرب جل وعلا آخر الليل في الثلث الأخير.
فينبغي لك يا عبد الله! أن تكون ممن يعبد الله هذا الوقت بالصلاة والاستغفار وقراءة القرآن والذكر، وقت عظيم الثلث الأخير، وهكذا جوف الليل، السدس الرابع كان يقومه داود، يقوم نصف الليل، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، يقوم السدس الرابع والسدس الخامس، وهذا وقت عظيم أيضًا جمع بين جوف الليل وبين أول الثلث الأخير.
والله سبحانه رغب عباده في العبادة في هذا الوقت والدعاء والضراعة إليه جل وعلا، فجدير بأهل الإيمان من الرجال والنساء أن يتحروا هذا الوقت، وأن يجتهدوا في قيام الليل، ولاسيما في السدس الرابع والخامس وفي جميع الثلث الأخير بالدعاء والضراعة والصلاة والقراءة والاستغفار كما أرشد إليه .
وهذا النزول يليق بجلال الله، ليس من جنس نزول المخلوقين، فهو نزول يليق بالله لا يشابه خلقه في نزولهم ، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، وقال : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74] فنزوله يليق به لا يشابه خلقه، وهكذا استواؤه على عرشه، وهكذا رحمته وغضبه وضحكه، كله يليق بالله لا يشابه خلقه ، وهكذا جميع الصفات كلها تليق بالله لا يشابه فيها خلقه ، عملًا بقوله جل وعلا:...

https://binbaz.org.sa/fatwas/14700/%D9%88%D9%82%D8%AA-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%AD%D9%89-%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84

Free Traffic Exchange

Videos similaires