مدينة النور التي احتلها هتلر وأمر بتدمير معالمها، إلا أن أحد قواده رفض تنفيذ الأمر، فتم تلقيبه بـ"محرر باريس". في حلقة اليوم من برنامج "عواصم" تعال معنى في رحلة حول تاريخ العاصمة الفرنسية "باريس".
بداية باريس
كانت بداية باريس في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، إذ قامت واحدة من قبائل الغال المعروفة باسم "باريسي" ببناء مستوطنة لها في إحدى الجزر الواقعة على ضفاف نهر السين.
وبمرور الوقت، ذهبت أعين الرومان الطامعة إلى جزيرة الباريسي وغزوها في عام 52 قبل الميلاد، وفي القرن الأول الميلادي، غيّر الرومان اسم الجزيرة من "باريسي" إلى "لوتيشيا"، وبنوها على طراز معماري متميز.
وبحلول القرن الثاني الميلادي، هُوجمت "لوتيشيا" من البربر، ما دفع سكان الجزيرة إلى بناء سور حولها لحمايتها، وتراجعت قوة الرومان فاستطاع السكان الأصليون استعادة اسم جزيرتهم الأصلي، فعادت إلى "باريس".
وفي القرن الرابع الميلادي، هُوجمت باريس مرة أخرى من قبل "الفايكنج"، واضطر حاكمها إلى دفع 7 آلاف رطل من الفضة للفايكنج حتى يغادروا الجزيرة.
العصر الذهبي لباريس
وفي القرن الـ12، وتحديداً في عهد الملك فيليب أوغست، تحولت باريس إلى أهم مدن أوروبا، حيث أصبحت أول عاصمة مركزية في أوروبا، بعد أن شُيد لها سور قوي ضم بين جنباته القصر الملكي والمدارس والكاتدرائية والأحياء التجارية والصناعية، كما تم الاهتمام برصف شوارعها وطرقها.
وبُنيت في عهد الملك فيليب أيضاً قلعة اللوفر، وفي عام 1200م تم تأسيس جامعة باريس بجانب عدد من المدارس والجامعات مثل السوربون.
وخلال العصور الوسطى، أصبحت باريس مكاناً يحتمي به التجار، فكانوا يروجون بضائعهم على ضفاف نهر السين، كما حظيت المدينة بمكانة دينية كبيرة بعد بناء كاتدرائية نوتردام، فأصبحت واحدة من أهم وأكبر مدن أوروبا.