خطوطٌ مقطوعةٌ على مسلكَيها المروريِّ والسياسيّ حيثُ الشارعُ وحدَه متحرّكٌ وسَطَ جمادٍ مِن صخرٍ وتصحّرٍ في الشوارعِ السياسيةِ المتناثرةِ كلٌّ في اتجاه. وبعد يومٍ على مِنصةِ بعبدا الماليةِ الاقتصاديةِ الأمنية لم يلمِسِ اللبنانيونَ أيَّ تحسّن المتلاعبون بالدولارِ ظلّوا متلاعبين الاحتجاجاتُ استَحكمَت بمفاتيحِ الطرُقاتِ الرّئيسة والتأليفُ حافظَ على هبوطِه في اعلى معدّلاتِ السقوط فيما غضبُ الشارعِ أصابَ وسيطَ الجُمهوريةِ اللواء عباس ابراهيم في رحلةِ تنقّلِه إلى بكركي. وعلى صورةِ الأزْمةِ فإنّ الجيشَ حيّدَ نفسَه في خِطابِ قائدِه الذي كانَ يَضعُ العسكرَ على فُوّهَةِ قهرِ الناس ويَقلِبُ المعادلةَ الى معركةٍ سياسية اِذهبوا وتدبّروا امرَها .
عون العسكري ردّ على عون السياسيّ ووجّه أمرَ اليومِ الى الطبَقةِ الحاكمةِ هذهِ المرةَ التي أرادت جرَّ البلادِ الى جَهنمَ بخطٍّ عسكريّ . والحُكمُ الذي استدركَ الأزْمةَ متأخرًا وعَقدَ قِمةَ بعبدا الروحيةَ استفاقَ على دولارِ العشَرةِ الافٍ وهو الذي نام على " التسعة ونص" أشهراً وأسابيعَ سبقَ الرقْمَ المهول. لا شيءَ تحرّك رئيسُ الجُمهورية يرفعُ العصا للشارع والغاضبونَ لم يعدْ لديهم ما يخسرونه سِوى الاستحصالِ على أرخصِ الدواليبِ لإشعالِها في وجهِ أرخص ِسلطة . وما تدابيرُ بعبدا بالأمسِ سِوى تحصينٍ وتداركٍ لانقلابٍ استشعرَهُ مستشارو الرئيس واكّده اليومَ بيانُ تكتّلِ لبنانَ القويّ برئاسةِ جبران باسيل إذ رفضَ رفضًا قاطعًا أن تتحكّمَ ما سمّاها مجموعةً صغيرةً مِن المشاغبَين بحقوقِ ملايينِ اللبنانيينَ في التنقّلِ ونبّهَ مِن أيِّ عملٍ تخريبيٍّ لضربِ الأمنِ قد يلجأُ إليه البعضُ تعويضًا مِن فشلِه في محاولةِ الإنقلابِ الجارية، معلنًا أنّ أيَّ تفكيرٍ مِن جانبِ أيٍّ كانَ بإسقاطِ رئيسِ الجمهوريةِ هو وهمٌ ننصحُ بالإقلاعِ عنه. و للمرةِ الألفِ أعلنَ التكتّلُ أنّ سلوكَ رئيسِ الحكومةِ المُكلّفِ وأداءَه الاستخفافيَّ بمصالحِ الناس وبما هو حاصِلٌ في البلاد أمرٌ غيرُ مقبول، ودعاه الى احترامِ الدستورِ والعودةِ إلى لبنانَ لتأليفِ حكومةٍ إنقاذيةٍ لأنّ الحلَّ موجودٌ هنا وليس في عواصمِ العالمِ مهما بلغَت أهميتُها، ولن ينفعَه أن يربحَ العالم ويخسَرَ وطنَه ونفسَه. والحريري العائدُ الى بيروتَ في الساعاتِ المقبلة كان قدِ التقى في دولةِ الإمارات وزيرَ الخارجيةِ الروسيةِ سيرغي لافروف وقالتِ الخارجيةُ الروسيةُ في بيانِ اللقاءِ إنَّ البحثَ جرى بشكلٍ معمّقٍ للوضعِ المـأزوم في لبنان مع التركيزِ على أهميةِ الإسراعِ في اجتيازِ الأزمةِ مِن خلالِ تأليفِ حكومةِ مَهمةٍ قادرةٍ من التكنوقراط . واللقاءُ بينَ الحريري ولافروف تناول ايضاً الأزْمةَ السوريةَ ومسألةَ عودةِ اللاجئيينَ الى ديارِهم على أنّ هذا البحثَ كان أكثرَ عُمقاً بينَ لافروف و نظيرِه الإماراتيّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نْهَيّان في أبو ظبي الذي لم يرتدِ أيُّ قفازاتٍ سياسيةٍ في مقاربتِه لسوريا فدعا الى ضرروةِ التعاونِ والعملِ الإقليميِّ لبَدءِ مِشوارِ عودةِ سوريا الى محيطِها قائلاً إنّ هذا أمرٌ لا بدّ منه لكنه رأ ى أنّ إبقاءَ قانون قصير اليوم يجعلُ الامرَ غايةً في الصعوبة وفي الاشارةِ الى قيصر فإن وزيرَ الخارجيةِ الاماراتيّ إنما