" يا شعبَ لبنانَ اليتيم" عبارةٌ قاربت مثلَها البطريركيةُ المارونيةُ موجِّهةً سطراً واحداً الى المسؤولينَ عن التعطيل ولهم قالت بكلّ أسف : ما كان شعبُ لبنانَ يومًا يتيمًا مثلما هو اليوم".
وبلغَ يأسُ الرُّعاةِ والوسطاءِ حدّ الترميزِ والتلميحِ عن الرئيسِ المعطِّل فانتزعت منه الحَضانة ك " بي للكل"
فالإغلاقُ الحكوميُّ المُحكمُ تجاوزَ حدَّه وهو يراكمُ أشهرَه مترافقاً وأزَماتٍ صِحيةً واجتماعيةً وأخطاراً أمنيةً وعودةً الى دوامةِ الاغتيالات وموازنةً ستَخضعُ للحَجرِ في غيابِ مجلسِ الوزراء والغيابُ الحكوميُّ يُعطّلُ كذلك ثرورةَ لبنانَ مِن النِّفطِ والغازِ بحيثُ تلعبُ إسرائيلُ في الزمن ومِن عُمقِ البحرِ للسطوِ على المِنطقةِ المتنازَعِ عليها عبر تلزيمِ حقلِ كاريش لشرِكة يونانيةٍ في غضونِ شهرَينِ مِنَ الآن وما لم تُقدِمِ الحكومةُ على تعديلِ المرسوم وإرسالِ الإحداثياتِ الصِّحيحةِ الى الأممِ المتحدة فإنّ العدوَّ يكونُ قد سطا على الحقلِ الغنيِّ بالمواردِ النِفطية.
يُحسَبُ في خُطوةِ التمسّكِ بالحقوقِ دورٌ إيجابيٌّ وطنيٌّ لرئيسِ الجُمهورية ميشال عون وتسقطُ نِقاطٌ من سِجِلِ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري الذي افتَتح التفاوضَ بأوراقٍ للمساومةِ معَ الطرفِ الأميركيّ ورفضه بالتالي تعديلَ خطِّ النِفط والغازِ تحصيلاً لخطوطٍ سياسية ويدورُ العالمُ المنكوبُ بكورونا من حولِنا دونَ أن نتقدّمَ قيدَ خُطوة نِفطٌ وغازٌ على مِنصاتِ المقايضة حكومةٌ في الاعتقال وحكومةُ تصريفِ أعمالٍ مبتورةُ الصلاحيات
وعلى نقيضِنا يَغزِلُ الكونُ أزماتِه ويعيدُ تدويرَها فالمِلفُّ النوويُّ الايرانيُّ ارتفعَ فجأةً الى قِمةِ المعالجات بإدارةٍ اوروبيةٍ وتحريكٍ اميركيٍّ عن بُعد ليبيا المتناحرةُ بمئةِ ألفِ حُكمٍ ورئيسٍ وبرلماناتٍ ومقاطعاتٍ صَفّـت النياتِ واحتَكمت الى سلطةٍ جديدة انبثقت مِن جنيف اليوم حتّى لَقاحاتُ كورونا تتسابقُ على " غَلة " الدولِ المنكوبةِ فتسجّلُ أعلى إيرادات ويتحوّلُ " الطُّعمُ " الى صواريخَ عابرةٍ للقاراتِ محاربًا أفواجَ السلالات .
وهنا نتحاربُ على تفسيرِ الدستور وتنتشرُ حولَه ثُلةٌ مِن " بلهاء" البَلاط لتمتينِ الثُلثِ المعطل بحُزمةٍ من الهلوساتِ الفِقهية بينما الدستورُ واضحُ ولا يَقبلُ الاجتهاداتِ البالستية .
وموادُه كالشمس تكلّف الرئيس المكلّف باعداد تشكيلة الوزارة لعرضِها على رئيسِ الجمهورية الذي له صلاحياتٌ كاملةٌ بالاعتراضِ أو الرفض كما يفسّرُ الخبيرُ الدستوري سعيد مالك . لكنّنا وبعد أربعةِ أشهرٍ وخمسةَ عشَرَ اجتماعاً لم يوافق رئيسُ الجمهورية ولم يرسلْ تعليلًا باعتراضِه ما خلا إبلاغَنا مع كلِّ طلعةِ صباح وبياناتِ ليل أنه يسهرُ على الدستور حفاظاً على الوجودِ المسحيِّ في الوزارة .
وفي آخرِ مواقفِ تشكيلِ الحكومة اعلن نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ الحزب لم يكن عقَبةً وأن المشكلة الأساسيةَ هي داخلية و التأثير الخارجيّ يبدو الآن محدوداً، لافتاً إلى أنه اذا اتّفق الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري تُنجزُ الحكومة. لكنها لن تُنجز على الرّغم من الدعم الخارجي لها ومن مواقفِ الدول الاوروبية واعادةِ تحريك مبادرةِ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والدعمِ المِصريّ الذي تلقاه الحريري من الرئيسِ الم