مقدمة النشرة المسائية ليوم الأحد 27-09-2020 مع رامز القاضي من قناة الجديد
لو كان في وجوهِهم خجل.. لسَلّموا السلطة فورَ سماعِهم محكمةَ إيمانويل ماكرون هو قَلَبَ الطاولة على الجميع.. وَضَعَ الأغلالَ في أيادي المسؤولين اللبنانيين.. عنفّهم لفظياً.. وانهالَ عليهم بالعصا السياسية، وكان ضربُه مبرحاً.. مُسيّلاً للدموع ومَنحَ ماكرون لبنان مُهلةَ "باريس-2.. وحَدّد لزعماءِ لبنان من أربعة إلى ستةِ أسابيعَ أخرى لتأليفِ حكومةٍ في إطارِ المبادرة الفرنسية وقال ماكرون للبنانيين: إنكم رهينةُ طبقةٍ سياسية تلعبُ لُعبةَ الموتِ والفساد والرعب، والمسؤولياتُ واضحة ويجبُ أن تَتِمَّ تسميتُها ووَجدت هذه القوى تفضيلَ مصالحِها السياسية على مصلحةِ البلد وترْكَ لبنان في لُعبةِ الخارج، وأنْ تَمنعَ المساعداتِ الدولية عن لبنان وقال ماكرون إنّ حزبَ الله ليس في استطاعتِه أن يكونَ جيشاً يحاربُ إسرائيل وميليشيا إلى جانبِ سوريا وأن يكونَ حزباً محترماً في لبنان، وقد أظهرَ العكس في الأيام الأخيرة وسمّى أمل وحزبَ الله بالاسم اللذين قرّرا ألاّ يتغيرَ شيءٌ في لبنان.. معتبراً أنّ الفشلَ هو فشلَهما وأَعلن أنه على الحزب أن يَتخذَ خِياراً تاريخياً.. فهل يريدُ الديمقراطية ولبنان، أم يريدُ السيناريو الأسوأ؟ معتبراً أنّ هذا الأمرَ اليوم في يدِ الرئيس نبيه بري وأضاف إنه في الأول من أيلول في قصرِ الصنوبر تعهّدتْ جميعُ القُوى تأليفَ حكومةِ المُهمة في خمسةَ عَشَرَ يوماً وما حَصلَ خلالَ الساعاتِ الأخيرة هو انقلابُ قادةِ المؤسساتِ اللبنانية التي لم ترغبْ بوضوح في احترامِ تعهداتِها وقرّرت أن تخونَ هذا التعهد ودعا ماكرون رئيسَ الجمهورية إلى الاضطلاعِ بمسؤولياتِه السياسية خلالَ الساعاتِ المقبلة لإعادةِ تكليفِ رئيسٍ للحكومة وقال إنّ الرئيس سعد الحريري كان مخطئاً في إضافةِ الشرطِ الطائفي للتشكيل علماً أنّ الحريري قدّم مبادرةً خالية من هذا الشرط فهو دعا إلى إسنادِ حقيبةِ المالية إلى الطائفةِ الشيعية لمرةِ واحدة.. على أن تكونَ التسمية للرئيسِ المكلف لكنّ الرئيس نبيه بري وَضعَ الأسماءَ العَشَرة للاختيار من بينِها، فطارت مبادرةُ الحريري. المبادرةُ الفرنسية لم تَمُتْ,, لكنّ الشعبَ مات وأصبحت عِظامُه "رَميم" سيُعيدُ ماكرون إحياءَ مساعيه.. غيرَ أنه لن يَجِدَ أحياءً لبنانيين كي يتلقّفوا المبادرة.. منهم لايزالُ مؤمناً بالفِرار عبْرَ البحر.. وآخرون حَزَموا قرارَهم بالمغادرة.. ومَن تبقّى هم مجموعاتٌ فَقدتِ الأمل جَهنّم أمامَهم.. وتصريحاتٌ سياسية وراءَهم لاتزالُ تُعيدُ النَغَماتِ نفسَها فالثنائيُ الشيعي يتمسّكُ بالتعطيل.. سعد الحريري يُعلنُ عُزوفَه عن الترشّح.. رئيسُ الجمهورية يَصونُ الدُستور على طريقتِه.. ورؤساءُ الحكوماتِ السابقون أصبحوا عصبةً بين الأمم وإذا كان الحريري غيرَ مرشّح وربما لن يَدعمَ شخصيةً سُنية للتكليف، فقد عُدنا إلى أصلِ المشكلة والمُحاطةِ بصراعٍ أميركيٍ سُعوديٍ إيرانيٍ فرنسي بعدَ الكلامِ الأخير للملك سلمان بن عبد العزيز.. وفيه أعلن خوضَه المعركة ضِدَ إيران وحزبِ الله وأين تُترجَمُ ساحاتُ المعارك سِوى لبنان؟ حيث يرى الثنائي وضِمنَه حزبُ الله أنّ الحربَ واقعةٌ ضِدَهم وأنّ لديهم ورقةَ الحكومةِ اللبنانية.. فلتُستخدَم لتعطيلِ أيِ تشكيلة وربطاً بهذ