مقدمة النشرة المسائية 25-08-2020

2021-04-21 0

على سطورٍ قليلةٍ في بيانٍ مقتضب عطّلَ الرئيسُ سعد الحريري مفعولَ الأمونيوم السياسيِّ الذي كان معّدًّا للتفجيرِ على مرفأِ الحكم . فأعلن سحبَ اسمِه من التداول كمرشحٍ لتأليفِ الحكومةِ معَ جزيل الشكر وأبعدُ مِن طلبِه سحبَ اسمِه كان الحريري يوجّه عصفَه الشديدَ انتقادًا لآليةِ تأليفٍ تجري في السوقِ السوداء وليس على المنصةِ الرسميةِ في قصرِ بعبدا وهو رأى في بعضِ القُوى السياسيةِ حالَ إنكارٍ لواقعِ لبنان ..وابتزازًا ..وتمسّكًا بمكاسبَ سلطوية ..وتحقيقَ أحلامٍ شخصيةٍ مفترضةٍ في سُلطةٍ لاحقة .
وهذه العبارةُ تحديدًا أصابت رئيسَ الجُمهورية ميشال عون ورئيسَ التيار جبران باسيل لما فيها من أحلامِ حُكمٍ لاحقة
وصوّب الحريري كلامَه "خطّ نار مباشر " باتجاهِ رئيسِ الجمهورية ميشال عون فدعاه الى احترامِ الدستور والإقلاعِ عن بِدعةِ التأليف قبل التأليف وبنقيضِ هذه الدعوة فإنّ الحريري يقول حرفيًا: عون يخرُقُ الدستور ويؤلّفُ قبل أن يكلف . ولم يرحَمْ بيانُ الحريري سائرَ "المؤلّفين "الذين سمّاهم القُوى السياسية لكنّ هذهِ القُوى تتمثّلُ عمليًا في منتدى عين التينة ومكوّناتِه مِن الرئيس نبيه بري وجبران باسيل معَ حوائجِهما منَ الخليلين . وبالشكر .. لا يدومُ اللبن حيثُ باتَ على هذهِ القُوى ومعها رئيسُ الجُمهورية ومُستحضراتُه السياسيةُ والقانونيةُ أن يُهرعوا إلى استشاراتٍ عاجلةٍ مُلزِمةٍ ودُستوريةٍ تُفضي الى تكليفٍ شرعيّ لاسمٍ يخرجُ مِن تسميةٍ نيابية ..وليس عَبرَ الأنابيبِ السياسية . وبموجِبِه فقد وُضِعَ الرئيس عون أمامَ خِيارينِ هما: الدعوةُ الى الاستشاراتِ سريعًا ..أو إعلانُ عَجزِه عن المُهمةِ وليسجّلْها في خانةِ إنجازاتِ العهد . وعلى مشارفِ زيارةِ الرئيسِ الفرنسيّ الثانيةِ للبنان يبدو أنّ أيلول ..طرفُه بالحكومةِ غيرُ مبلول .. وايمانويل ماكرون إن حَضَر .. فسوف يَجدُنا على " حطةِ يده" .. حكومةُ تصريفِ أعمال .. لا إصلاحات .. لا موقوفونَ في جريمةِ المرفأ سِوى حَفنةٍ بلا رأسٍ مدبّرٍ ولا أيّ مسؤول أو وزير أو أرفع منه شأنًا .. وأيضاً سيجدُنا على حافَةِ الجوعِ بعدما يرُفعُ الدّعمُ عن الموادِّ الاسياسية . والإرشادُ بالإصلاحِ وبحكومةٍ مستقلةٍ ووقفِ الفساد ..كلُّها كانت نداءاتٍ لزائرينَ دَوليينَ وعرب .. منَ الألمانيّ إلى الإيطاليِّ والعراقيِّ والكويتيّ وقبلَهم الأميركيُّ والاتحادُ الاوروبيّ ..وآخرُ المُغيثين: قطر . وبوصولِ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراء وزيرِ الخارجيةِ القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على رأسِ وفدٍ كانت عباراتٌ سياسيةٌ تتكرّرُ على مسامعِ المسؤولين: سنُساعدُكم لكنْ أغيثوا أنفسَكم من الداخل ضعوا خلافاتِكم جانبًا ..وأَعطوا الناسَ الأولوية ..
ليس هناكَ مِن وديعةٍ قطرية .. إنما إعادةُ إعمارِ مدارسَ وتعاون مِن دولةِ قطرَ لتخطّي لبنانَ أزْمتَه الاقتصاديةَ وَفقَ بَرنامَجٍ كان وضعَ قبلَ تفجير بيروت ..وفي الإرشادِ القطريِّ للمسؤولين عن سابقِ اتفاقِ دوحةٍ وتصميم وعن خِبرةٍ بالأمزجةِ اللبنانية أنّ هناك حاجةً الى الاستقرارِ السياسيّ والاجتماعيِّ لدعمِ مسيرةِ الاصلاحات مع التمنّي على الإخوةِ والأحزاب السياسيةِ المختلفة أن يجعلوا مصلحةَ الشعب اللبناني في صميمِ هذهِ التفاهمات وأن تكون بعيدًا مِن الضغوط ِالخارجية