كتب علي حمادة في صحيفة النهار اليوم : " لنقل الأمور كما هي: نحن لانثق بالمسوؤلين. لا نثق برئيس الجمهورية وبطانته، و لا بالحكومة رئيسا وأعضاء، ولا حتى بمعظم أعضاء مجلس النواب، والتركيبة القائمة التي تتحكم بمفاصل ام المؤسسات. ان القضية قبل ان تكون تقنية - إدارية كما يراد لها ان تكون لحرف الأنظار عن القضية الأساس، هي قضية سياسية بإمتياز، وهي قضية السيادة في البلد، و حكم الدستور والقانون، وتفريغ الدولة من معناها بوجود كيان شاذ يعشش في البلد ويأكله كالسرطان.
بالأمس نقل عن رئيس الجمهورية قوله انه "كسر العزلة " التي كانت مفروضة على الحكم! ما افظع هذا التقدير الخاطئ، والمنفصل عن الواقع. فالعزلة لم تنكسر. لقد هب العالم لنجدة اللبنانيين المفجوعين جراء الانفجار المهول، و لم يهب لكسر عزلة ميشال عون و بطانته، والحكومة التافهة، والمرتهنة لارادة مليشيا فاشيستية. هب العالم و قال بإسمه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه يأتي الى لبنان من اجل الشعب، و ليس من اجل الحكام الفاسدين، و الفاشلين والمرتهنين. هب العالم لنجدة اللبنانيين، ولكنه اكثر إدراكا من اي وقت مضى كم ان اللبنانيين يكرهون حكام البلد من دون استثناء. هب العالم لنجدة شعب تحت الاحتلال، فجع بتفجير لم ير العالم مثيلا له ما ندر. وهب العالم إنسانيا، لكنه لم يغير حكمه على الواقع الشاذ الراهن في لبنان، حيث تركيبة مافيوية تعمل في خدمة مشروع يحتكم الى السلاح".