قال رئيس الحكومة حسان دياب في كلمة له في مستهل جلسة مجلس الوزراء بمناسبة مرور مئة يوم على نيل الحكومة الثقة: "لقد تسلّمنا الحكم، والبلدْ يغرق بسرعة قياسية. فهل كان بإمكان أيّ حكومة أن توقف هذا الانهيار الدراماتيكي؟ هل يمكن وقف الانهيار من قبل الذين تسببوا به ثم تركوه لحظة السقوط؟".
وأضاف: اكتشفنا سريعا أن خزينة الدولة خاوية وأن هناك مكابرة في إعلان الحقيقة للناس، تلك الحقيقة التي تعاملنا معها بواقعية، ولم نتردد في إعلان عدم قدرتنا على دفع ديون لبنان في سندات اليوروبوند.
وقال: استنزف التعامل مع الهجوم الوبائي جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً وإمكانات تفوق قدراتنا. تقييم أداء الحكومة متروك للناس، وكذلك للعالم الذي راقب بدهشة ما أنجزناه.
وأضاف: أين أنجزنا وأين عجزنا؟ في بياننا الوزاري، تعهَّدنا بجدول أعمال مئة يوم منذ نيل الحكومة الثقة. وبالرغم من تعليقِ كافة المهل في لبنان، لكننا لم نعلّق مهلتنا.
وأشار إلى أنّ خطة الحكومة تعتب الأرضية الصلبة التي يمكن البناء عليها لإعادة تكوين البنية المالية والاقتصادية للبنان.
وقال: نحن متمسكون بالنظام الاقتصادي الحر ونحن مصممون على تحويل اقتصادنا من ريعي إلى منتج.
وتابع: أعلن اليوم أن الحكومة أصلحت السكة، وفي طور وضع القطار عليها، وأن صفّارة الانطلاق قد أذنت ببدء رحلة الإنقاذ. وأعلن اليوم، أن الحكومة أنجزت ما نسبته 97 % من التزاماتِها في البيان الوزاري للمئة يوم، ونحو 20 % من التزاماتها خارج المئة يوم في برنامج عمل السنة.
وقال: مشكلتنا في لبنان أنّ السّلطة، أيّ سلطة، تنظر إلى اللبناني على أنّه محكوم بها باعتبار أنه لا غنى عنها. مشكلتنا أكثر، أنّ قيمة الإنسان في لبنان متدنية جداً، فالسّلطة التي تصادر الدولة ومؤسساتها ومقدراتها، تحمي نفسها أولاً، قبل أن تفكر بحماية الإنسان في لبنان.
ولفت إلى أنّ أولى أولويات هذه الحكومة هي استعادة العلاقة بين الدولة والمواطن. الدولة هنا ليست سلطة، وإنما هي الراعية لأبنائها، تحميهم، وتمنع عنهم الأذى، وتعطيهم حقوقهم كما تأخذ حقوقها، وتقدّم لهم الخدمات التي يحتاجونها.
وشدد على أنّ هذه الحكومة جاءت من خارج السياق الروتيني لتأليف الحكومات في لبنان. ولذلك، فإن نجاح هذه الحكومة، سيشكل بداية التحول في مفهوم الحكم والسلطة، وكذلك في إصلاح الخلل القائم في العلاقة بين الدولة ومواطنيها.
ولفت إلى أنّ هناك من يحاول الترويج بأن الحكومة تعطي وعوداً غير قابلة للتحقيق. الحقيقة مختلفة، فقد حققنا، في مئة يوم فقط، الكثير الكثير، وواجهنا الكثير من التحديات، بجرأة وصراحة وشفافية. ليس لدينا ما نخفيه، ولسنا هواة استعراض، ولا نريد التلهّي بمعارك سياسية عقيمة، ونفضّل قلّة الكلام وكثرة العمل.
وقال: نحن نريد استنفار عصبية واحدة، هي العصبية الوطنية. مصلحة الحكومة ومصلحة اللبنانيين تكمن في إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والناس. نحن نريد الدولة، فقط الدولة، بمؤسساتها الجامعة، وركائزها القوية، وبنيانها الصلب، وسقفها الذي يحمي كلّ المواطنين.
وأضاف: الإجراءات بدأت فعليا، حيث تبلّغت وعداً من حاكم مصرف لبنان، أن المصرف سيتدخّل في السوق، اعتباراً من اليوم، لحماية الليرة اللبنانية ولجم ارتفاع سعر صرف الدولار. وأعلن أيضاً أنه سيتم دعم استيراد السلع الغذائية الأساسية وفقاً لجداول تم