تعد سوريا ممرا رئيسا للنفط الإيراني القطري العراقي باتجاه أوروبا إذ إنها والعراق بوابة تصدير إنتاجات إيران الزراعية الصناعية والنفطية ومتنفسها الوحيد في ظل العقوبات الأميركية. وقد جاءت الحروب في سوريا والعراق لتعرقل اتفاقا بين إيران والعراق وسوريا لإنشاء خط أنابيب لتصدير الغاز من حقل فارس الجنوبي إلى تركيا وصولا الى أوروبا .ولم تستطع إيران بدء العمل بخط الأنابيب بسبب الحروب منذ عام الفين وأحد عشر.
ومنذ تسعة أعوام إلى اليوم فإن المنافسة بين الأميركيين والروس وحروبهما على أرض المنطقة تصبان في مصلحة تعطيل هذا الاتفاق إذ تتدخل أميركا بقوة لتمنع الاستقرار مشجعة على استمرار القتال في سوريا وهي رفضت سحب قواتها من دير الزور والمناطق المجاورة لأنها الأغنى بحقول النفط والغاز .
وحقول دير الزور باتت اليوم على مائدة التفاوض التركي الروسي الأميركي من دون أن تكون سوريا صاحبة الأرض المشرفة على الغنائم، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أنه طلب الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور الواقعة شمال شرقي سوريا بدلا من "استغلال الإرهابيين" لها.
وقال أردوغان إنه عرض على بوتن هذا الامر مضيفا إنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وروسيا معنية بهذا النزاع وأنفقت مليارات الدولارات على الحرب السورية وأنشأت قواعد عسكرية في حميميم وطرطوس لتثبيت دورها في غاز المنطقة وتعزيز دور شركات النفط الروسية بتوقيعها عقود تنقيب في إقليم كردستان وسوريا والعراق وإيران ولبنان. وقد تزيد روسيا نفوذها في المنطقة من خلال رعاية تنفيذ خط الأنابيب الإسلامي الرابط بين إيران و العراق و سوريا وتصدير الغاز من الموانئ السورية في اللاذقية أو طرطوس.
ويعد منتدى غاز شرقي المتوسط، الذي أسس بالقاهرة في مطلع العام الماضي، أحد أهم أشكال التحالفات بين دول المنطقة الذي يضم الدولة العبرية ومصر والأردن واليونان وقبرص وإيطاليا وفلسطين. ويدعم الاتحاد الأوروبي هذا التحالف لأنه يسعى من خلاله لإيجاد مصدر واردات بعيدا من الكماشة الروسية الأميركية مستفيدا من قرب المسافة، فيما واشنطن تسعى لتقوية نفوذها في هذه المنطقة الواعدة ولخلق فرص استثمارية جديدة لشركات النفط الأميركية، أما تركيا فتعارض التحالف، إذ تحاول جاهدة الحفاظ على دورها كدولة عبور رئيسة للغاز نحو أوروبا ولجم الطموح القبرصي واليوناني بجميع السبل.