بَلعَ البَحصة حتّى صارَت رُجمة وعندما صار خارَجَ الحُكم تحوّلَ بيتُ الوَسَط إلى كَسّارة وفي ذكرى الاغتيالِ الخامسةَ عشْرةَ وقفَ أمامَ حشْدِ المستقبلِ السياسيِّ والشعبيّ وسأل وينك يا رفيق وبقّ بَحصاً رَجَمَ به شياطينَ السياسة "وطلّع اللي بقلبوا كلن يعني كلن " في يومِ الحبّ أَطلَّ السّعد بنُسخةٍ منقّحةٍ عن الحريري ما قبلَ السابعَ عَشَرَ مِن تِشرين أجرى جردةَ حسابٍ على المكشوف "ومِن أول وجديد" فَتح الدفاترَ القديمةَ دفاعاً عن إرْثٍ حَمَلَه بحُلوِه ومُرِّه قالَ فيه ما له لكنْ ما عليه رماهُ على مَن كانَ في الحُكمِ شريكًا. رَدَّ الضيمَ عن الحريرية بأنْ هاجمَ مَن تولّى أهمَّ القطاعات ولم يُبدِّلْ فيها تَبديلا وإذِ اتّخذ منَ الطاقةِ مثَلاً لم يَقرَبِ الماليةَ التي ضاعت في دفاترِها الملياراتُ الأحدَ عَشَرَ إلى أن وصلَت إلى ما وصلَت إليه عندما تسلّمها رفيقُ الترويكا على مدى ثلاثينَ عاماً. في خِطابِ الذكرى تحدّث الحريري عن الطحنِ والطعنِ وعن الصبرِ واكتشافِ الأهوالِ في نادي السياسيينَ والزعماء وقال في زمنٍ أصبحَ فيهِ الوفا عُملةً نادرةً والعُملةُ النادرةُ سبباً لقلةِ الوفا وبعدما أهدى مفاتيحَ بيتِ الوسَط إلى كلِّ البيوت فَتحَ دفاترَ الحساب : ثلاثونَ سنة كلن عملوا فيها السبعة وذمتها وشغّالين على فتحِ القبور وفبركةِ المِلفات وتوزيعِ الاتهامات وما بعد دافعَ عن التسويةِ الرئاسيةِ التي قادتْه مجدّداً إلى السرايا من بابِ حمايةِ البلدِ مِن الحريقِ السوريِّ ووقفِ الدورانِ في فراغِ الرئاسةِ لا مِن بابِ توزيعِ السلطةِ بينَه وبينَ رئيسِ الجُمهورية كما قال وأَضاف لو نَفّذنا الإصلاحاتِ لَما وَصَلنا إلى ما وَصَلنا إليه وبدك مين يسمع وشو بدي أعمل إذا في حدا ما بيلتزم بكلامو. في الخِطابِ الناريِّ وجّه الحريري تحيةً الى جنبلاط وأكّد تحالفَه الثابتَ معه حاضراً ومُستقبلاً وأجرى عمليةَ غسيلٍ للقلوبِ معَ القواتِ مِن خلالِ الترحيبِ بالوزيرةِ السابقِة مي شدياق وبما يُشبهُ ردَّ الجميل وبمفعولٍ رَجعيٍّ عن زمنِ الاحتجازِ القَسْريِّ قال إنني أحترمُ مواقفَ الرئيسِ عون وهو يعرفُ مدى احترامي له. ومِن بابِ سياحةِ العربِ والخليجِ في ربوعِ لبنان وفقِدانِ المناعةِ في التعاملِ معَ المحيط قال الحريري في مين فاتح على حسابو والدولة ما فيها تمشي بالمفرّق وهنا كانت الصَّليةُ المركّزةُ باتجاهِ حِزبِ الله: مصريات إيران الكاش بتحل أزمة حزب ما بتحل أزمة بلد. لكنّ رصاصَ الخِطابِ الموجّهَ أصابَ رئيسَ التيارِ جبران باسيل بقولِ الحريري اضطررتُ الى أن أتعاملَ معَ رئيسٍ ظِلّ. الرّصاصةُ المرتدةُ جاءَت بتغريدةٍ لباسيل قال فيها للحريري "شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني. رحت بعيد بس رح ترجع الفرق انو طريق الرجعة رح تكون اطول واصعب عليك.
في عيدِ الحُبّ انفخت دف التسوية وتفرق الرؤساء فهل في العيد يَحُلُّ الغرامُ مكانَ الانتقام ؟ وتُشرقُ شمسُ الشتاءِ على حِلفٍ ثلاثيٍّ بينَ سعد وجعجع وجنبلاط ؟ في مواجهةِ ثلاثيةِ بري وحِزبِ الله وعون ؟ وهل يستطيعُ الحريري أن ينتفضَ ويُطلِّقَ العهدَ بالثلاثة ويكسِرَ الجرةَ نهائياً معَ بعبدا فيما تبقّى من ولايةِ عون الرئاسية وبالتالي يقطعُ طريقَ العودةِ إلى السرايا؟ اليومَ انتقلَ الحريري من ضَفةِ العهد وجلَسَ على