لقاءات واتصالات مكثفة على غير صعيد/ آخرها لقاء الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل مساء الاثنين / وقالت مصادر التيار الوطني إن الوزير جبران باسيل قام بحركة تواصل لم تقتصر على اجتماع واحد بل تعدته الى تشاور بلغ مرحلة متقدمة . وتقوم أسس هذه المرحلة على صيغة تأخذ بالاعتبار الكتل النيابية ونتائج الانتخابات وتلاقي في الوقت نفسه تطلعات الناس ومن هنا تتوقع مصادر التيار أن تفضي هذه الحركة الى تحديد موعد الاستشارات.
وفي موازاة تمسك التيار الوطني وحلفائه بالتمثيل السياسي/ فإن الرئيس سعد الحريري يرفض هذه الصيغة ويعدها عراقيل أمام تسيير الأمور/ ما دفع باتجاه التفكير في الخيارات البديلة.
لكن مصادر الثنائي الشيعي أكدت للجديد أنه لن يكون هناك خيار آخر لحزب الله وحركة أمل سوى سعد الحريري/ هذا الموقف ترجم بكلام للرئيس نبيه بري قال فيه إنه قدم لبن العصفور الى الحريري وإنه سيكون على عداء معه إلى الأبد إذا رفض تأليف الحكومة/ فرد الحريري/ " الرئيس بري أخ كبير وقلبو الكبير ما بيتحمل يكون على عداء معي إلى الأبد/ وأنا بشكرو فعلا على لبن العصفور مع العلم أنني متوقف عن تناول الألبان والأجبان، وحالة البلد بدها ريجيم سياسي. صداقة الرئيس بري ومحبتو واحترامو بتتقدم عندي على أي اعتبارات وما في شي بالدني بيحطنا بخانة العداوة".
وتضيف مصادر الثنائي الشيعي إن على الحريري تحمل مسؤولياته والدفع باتجاه الحلول/ ليأتي الرد أن الرئيس المسقيل يتحمل مسؤولياته وملتزم خيار ثقة المواطنين/ لذلك على الفرقاء السياسيين إطلاق يده عبر ضمان تسهيل الأمور العالقة من موازنات وقوانين ومشاريع والابتعاد عن النكد السياسي حتى ينجح في تأليف حكومة منجزة فعالة/ كذلك استغربت هذه المصادر التشدد على الحريري في طلب ضمانات سياسية/ في وقت يتمتع فريقهم بأكثرية اثنين وسبعين صوتا نيابيا قادرا على طرح الثقة وإسقاط الحكومة حينما يريد/ وخصوصا أن الرئاستين الأولى والثانية تنتميان إلى هذا الفريق.
مصادر القصر الجمهوري اختصرت ما يحصل من مراوحة قائلة: عرف مكانه فتدلل/ فعرف الحريري تمسك الثنائي الشيعي بعودته/ والتيار الوطني الحر لا يريد إدخال الفرقاء في صراعات مذهبية/ وهو يستمهل في اتخاذ قراره النهائي حول مشاركته أو عزوفه/ لذلك سيستعيد رئيس الجمهورية المبادرة وسيمضي في المشاورات عندما يفرج الثنائي الشيعي عن الحريري ويفرج الحريري عن نفسه وفق المصدر/ فالرئيس عون لن يقبل بانهيار الدولة واستنفاد الوقت وتوقف العمل التشريعي والمؤسساتي وسيستعيد الدولة من خلال حكومة قادرة توحي بالثقة/ مع أن قصر بعبدا على يقين أن لا التكليف ولا التأليف سيدفع باتجاه انسحاب الناس من الشوارع/ إنما تأليف الحكومة ضرورة وما بعد التأليف تغيرات في قواعد اللعبة عبر المحاسبة الحقيقية والإصلاحات وتسيير المؤسسات وبرنامج عمل يجري إشراك المجتمع المدني فيه من خلال تمثيله في الحكومة