مقدمة النشرة المسائية ليوم الأحد 03-11-2019 مع سمر أبو خليل من قناة الجديد
تَظاهرَ التيار فكانَ عوناً لساحاتِ الثورة.. وبرتقاليُ ما قبلَ الظهر الذي انتَشرَ في بعبدا لنُصرةِ بعبدا.. أعطى دفعاً لتدفّقِ الناس بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح موصولاً بطرابلس وصيدا وصور وكفررمان. ومعَ ساعاتِ المساء كانت باحاتُ التظاهر تَشهدُ على نبْضٍ يساوي ثمانيةَ عَشَرَ يومَ ثورة.. ولا يكتفي باستقالةِ الحكومة ويطالبُ بحُكْمٍ يُشبِهُ الناس ويبدأُ بأولى خُطواتِ المحاسبة. ومن مِنصّاتِ التظاهر أُعلِنَ عن يومِ إضرابِ الاثنين وإقفالِ الطرقات بعد التماس خِفّةٍ سُلطوية تتعاملُ معَ حال البلد كما لو أنّ شيئاً لم يقع. والإضرابُ العامّ يوازيه تراخٍ رسميٌ مُرفقاً بنكدٍ سياسيّ على كلِ الجبهات, وأبرزُها جبهةُ بعبدا-بيت الوسط حيث أُهملت الدعوةُ إلى الاستشاراتِ النيابيةِ المُلزمة لتاريخِه وقالت مصادرُ معنيةٌ بالتشاور إنّ الدعوةَ إذا تمّت غداً فإنّها ستَصطدمُ بجلسةِ مجلسِ النواب الثلاثاء لكنّ الاستشارات أرادتْها بعبدا شعبيةً اليوم.. حيث اختَبر التيار مدى أمواجِه البشرية فحَشَدَ في مسيرةِ دعمِ الرئيس، وسَجّلَ حضوراً لا جِدالَ فيه لكنّ الجدلَ يَكمُنُ في خروجِ شارعٍ في مقابلِ شارع.. وهو ما عَزَّ على النفسِ الرئاسية فكانت إشارةٌ من رئيسِ الجمهورية إلى "كَثْرةِ" الساحات.. حيث لا يجبُ أن تكونَ ساحةٌ ضِدَ أخرى وتظاهرةٌ ضِدَ أخرى ودعا عون الجميع إلى الاتحاد قائلاً: إن الفساد "ما بيروح بسهولة لأنو مشلش بالأرض من عشرات السنين" أَخرجَ ميشال عون تظاهرةَ التيار من لونِها الواحد وخاطبَ الجمهور بقولِه: من خلالكم أرى شعبَ لبنان كلَه وفي لحظةٍ كانت أشبهَ بالوجدانية قال عون من وحيِ شعار الأسبوعين معدلاً: "بحبكن كلكن يعني كلكن" وجدانيةُ عون لم تُوازِ كشْفَ حساب جبران باسيل.. رئيسِ التيار القوي الذي تحدّثَ بمظلومية وخاطبَ التيار بالقول: "يا شباب لا إنتو بتقبلوا ولا نحنا منقبل تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم" ومن دونِ تسميات انتَقدَ باسيل شركاءَ الحكمِ والوزارة.. وكانتِ القوات اللبنانية الأقربَ إلى "اللطشات" العابرة لدورِ معراب.. لاسيما عندما اعتَزَّ باسيل بأنّ "فخرَنا إنّو ما تآمرنا مع دولة خارجية على ولاد بلدنا، ولا تآمرنا مع ولاد بلدنا على دولة خارجيّة" وإذ دعا باسيل إلى عدم قطع الطريق على أنفسنا بمطالبَ سياسيّةٍ يُعجَزُ تحقيقُها اليوم.. فإنه تحدّث عن مشاريع عدة للمستقبل ومن شأنها تنظيف سياستنا والمساعدة على الخروج من الانهيار ونصبح على مشارف الدولة المدنية لكن لا باسيل ولا رئيس الجمهورية قدما آلية لهذه الدولة او لاقرار المشاريع النائمة فقصر بعبدا يتريث بالدعوة حتى الى الاستشارات النيابية الملزمة.. ولم يلتقط فرصة انعقاد مجلس النواب الثلاثاء المخصصة لانتخاب اللجان والمقررين وتحويلها الى جلسة عامة طارئة تقرر عددا من المشاريع الحالمة فعلى جدول اعمال الهيئة العامة.. انتخاب اميني سر وثلاثة مفوضين، وأعضاء اللجان.. اي شعب يتعطش للجان وامناء السر في وقت عصيب؟