بالمفرقاعات والهتاف ومسيرات حاشدة جابت الشوارع، عبر التونسيون عن فرحتهم بفوز رئيس جديد ولد من رحم الشعب ومن بيئة اجتماعية رمزها التواضع والوطنية.
الاحتفالات بفوز قيس سعيد بنسبة 76.9 % من الأصوات عمت المدن التونسية التي اكتست بالأحمر وتزينت بالعلم الوطني وكان لافتا إنشاد التونسيين المحتفلين بفوزه الأغنية الشعبية المغربية، في بلادي ظلموني، التي تتردد في الملاعب والتظاهرات العربية المطالبة بالحقوق وتحصيل الحريات العامة.
الرئيس الجديد الذي يتقن العربية الفصحى تعهد في أول خطاب له أن يحافظ على الدولة وتشريعاتها وقوانينها ويدعم القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
يتغنى التونسيون بمزايا رئيسهم الجديد، وأبرزها: تواضعه الشديد وانحداره من الطبقة الوسطى وعدم توليه أي منصب سياسي واعتماده على المتطوعين في حملته الانتخابية.
تمرس سعيد في القانون وكتب دستور تونس الجديد عام 2014 ولا ينسى التونسيون جملته الشهيرة: الدستور أكله الحمار، حينما سئل في مقابلة تلفزيونية عام 2013 رأيه في الدستور قبل الانتهاء من صوغه.
طمأن التونسيين مرارا منذ ترشحه إلى أنه "لا رجوع عن المكتسبات فيما يتعلق بالحريات وحقوق المرأة"، معتبرا أن الشعب التونسي خرج من القفص ولن يعود إليه أبدا.
وانقسم حوله الناس بين من عده يساريا ومن قال إنه إسلامي محافظ.
وكانت فلسطين محورا أساسيا في الحملة الانتخابية لقيس سعيد. فإضافة إلى كونه من بين مرشحين قليلين ركزوا على القضية الفلسطينية، أكد سعيد مرارا على أن تونس "في حالة حرب مع إسرائيل"، مشددا في آخر مناظراته الانتخابية على أنه سيقترح قانونا يحاكم كل مطبع مع العدو بالخيانة العظمى.
