بعد الدرع والزيتون فجر اردوغان نبع السلام، وسط مخاوف تركية تعاظمت مع اشتداد عود القوات الكردية المدعومة من الأمريكيين. أول تحرك بدأ عام 2016 بعملية درع الفرات، لحقت به بعد عامين عملية غصن الزيتون التي استهدفت التنظميات الكردية نفسها في مدينة عفرين، ليأتي اليوم العملية الكبرى في شرق الفرات وهدفها إنشاء منطقة آمنة تكون بمثابة حزام عازل بعمق 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية لإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن حدود تركيا.
في المرحلة الاولى، دخل التركي الى الأراضي السورية محكما سيطرته على مدينة تل أبيض الحدودية وبلدتي سلوق وحمام التركمان وحاصر مدينة رأس العين حصارا شبه كامل. أما الأبرز، فتوغل القوات التركية بعمق 30 كيلومترا وصولا الى سهل رويضات.
بعدما تركت الولايات المتحدة الأمريكية حلفاءها الأكراد لمصيرهم، لجأ هؤلاء الى الدولة السورية بوساطة روسية إيرانية سمحت بالتوصل الى اتفاق ذي طابع عسكري كشف عنه بيان صادر عن الادارة الذاتية الكردية وسمح بموجبه للجيش السوري بتوسيع انتشاره في المدن التالية: القامشلي و كان يمسك بمطارها، الحسكة و كان يتمركز في مربع أمني داخلها وشهدت الخطوة احتفالات كبيرة في المدينة، كذلك دخل الجيش السوري بلدة تل تمر التي يمر عبرها طريق الحسكة - حلب الدولي، وعبر من مدينة الطبقة ومطارها الذي شهد معارك عدة باتجاه بلدة عين عيسى الإستراتجية التي تشكل إحدى النقاط المهمة على الأوتوستراد نفسه. كذلك فتحت طريق مدينة منبج أمام القوات السورية بهدف العبور نحو عين عرب- كوباني الحدودية، الخطة التي عرقلها استمرار بعض الدوريات الامريكية غير المنسحبة حتى اللحظة.