وكالات التصنيف العالمية... من انتم؟! – آدم شمس الدين

2021-04-21 0

مع توسع أعمال بناء السكك الحديد في الولايات المتحدة الأميركية في مطلع القرن التاسع عشر، ومع حاجة الشركات الاميركية الى أموال لدفع التكاليف عبر القروض والتمويل، انتهز رجل أعمال أميركي يدعى هنري بور الفرصة وأسس شركة التصنيف الاولى في العالم.
بمنشور يصدره أسبوعيا، أطلع بور الاميركيين على وضع الشركات العاملة في السكك الحديد ماليا وعلى أفضل الشركات للاستثمار فيها. سنوات قليلة فقط تسيد فيها بور ساحة التصنيف العالمية عبر شركة ستاندرد اند بور، ليدخل المنافسة بعده جون موديز وجون فيتش عبر وكالتي التصنيف موديز وفيتش.
في عام 1944، خرجت الوكالات الثلاث من السوق الاميركي لتفرض آراءها على الاقتصادات والاسواق العالمية. فمع تحول الدولار الى العملة الأقوى عالميا في اتفاقية Bretton woods، باتت الشركات الثلاث قادرة على توسعة تصنيفها للشركات الاميركية الى الشركات والمصارف الاجنبية وكلّ اقتصادات العالم. هكذا بات الجميع ينتظر تصنيف الكبار الثلاثة كما يسمّون لما لهم من تأثير في المستثمرين في العالم.
على أن مهنية وشفافية الشركات باتتا تحت المجهر وتحديدا بعد الأزمة العالمية عام الفين وثمانية، إذ تبين أن الشركات كانت قد أعطت تصنيفا عاليا لمصارف وشركات يشوبها كثير من المخاطر، والسبب يتضح في الفيلم الشهير the big short.
هي شركات تصنيف نشأت لإعطاء رأي للمستثمرين فتحولت إلى شركات تستطيع هزّ اقتصادات بلدان بتقرير واحد.

Free Traffic Exchange