في غيابِه الأربعين لم يُبدِّلْ لبنانُ عباءةَ نظامِه ولو تسنّى لإمامِ الوَحدةِ العودةُ اليومَ فلن يتغيّرَ عليه مُناخُ بلدٍ يتنفّسُ طائفيًا
في الحادي والثلاثينَ مِن آب عام ثمانيةٍ وسبعين غادَرَنا إمامُ كلِّ الأديانِ الى جهةٍ لا تزالُ مجهولة
اُخفِي الصدرُ وظل نابضاً في القلب واستقرّت عباراتُه كالرصاصِ في وطنٍ خرَجَ مِن الحربِ ولم يَعُد وما كانَ يطالبُ به الإمامُ المغيّب يمكنُه اليومَ أن يكونَ مواقفَ صالحةً للخَطابة وأن يَعتليَ بها كنيسةَ الكبوشية وساحاتِ الهرمل ومَرجةَ رأسِ العين والمدرسةَ العاملية وكنائسَ النبعة وبُرج حمود وصولاً إلى آخرِ منابرِ القتالِ السياسيّ حلَّ التغييرُ اسميًا ولا شيءَ تغيّر حيثُ يُمكنُ الامام الآنَ أن يُدليَ بصرختِه الشهيرةِ عندما قال ذاتَ حرب : أنتم أيّها السياسيونَ آفةُ لبنانَ وبلاؤُه وانحرافُه ومرَضُه وكلُّ مُصيبة أنتم الأزْمة اِرحلوا عن لبنان وصنّاعُ الحروب هُم روّادُ سلام لكنْ معَ السادةِ أبنائِهم وأحفادِهم ومن توافرَ من الورثة يؤدّونَ الشعائرَ نفسَها ويتقاسمونَ المُدُنَ على الخريطةِ الطائفية ويَرفعونَ المتاريسَ في وجهِ إصلاحِها ويَعتمدونَ الطائفيةَ دُستورًا وطائفًا يُحتذى . ولأنّ غيابَ السادة يتشاركُ وغيابَ الإنماءِ والحرمانِ عن البقاعِ ومدينةِ الشمس فقد خَصّصت حركةُ أمل مِهرجانَ الإمام موسى الصدر لأكثرِ المناطقِ حِرماناً وإهمالًا مِن قبلِ الدولة وجاء خِطابُ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري مِن بَعْلَبك ليهدي البقاعيين حُزمةَ مشاريعَ يتقدّمُها تشريعُ زراعةِ القُنّبِ الهنديّ أو الحشيش وطالب بري بإصدارِ عفوٍ عامٍ مدروسٍ وبإسقاطِ المذكِّراتِ المسطَّرةِ على مِساحةِ البقاع وقال نُريدُ عَفوًا عامًا بقوةِ القانون وبقوةِ صوتِ الناسِ الصارخِ في البرية وعن الحكومةِ انتَصفَ بري بينَ التشائمِ والتفائل واعتَمد عبارة المتشائل آمِلًا أن تحصُلَ فكفكةُ العُقدِ بينَ ثلاثِة وأربعةِ أيامٍ باجتماعِ الرئيسِ المكلّفِ الى رئيسِ الجُمهورية وجاءَت الوعودُ لأهلِ البقاع أكثرَ ثِقلًا في الميزانِ السياسيّ لكنّ رئيسَ المجلس أسندَ مُهماتِ التنفيذ الى مؤسساتٍ سبقَ أنِ اختبرَها اللبنانيون على مر العهود .
وسارع بري الى " قطفِ موسِمِ الحشيشة " قبل زرعِه معلناً أنه تقدّمَ بمشروعِ قانونٍ للتشريع ولكنّه أرادَ لهذهِ النبتةِ أن تسيرَ على خُطى مؤسسة ِالريجي من حيثُ الإشرافُ والمراقبة ومِن السائد أن الريجي مؤسسةٌ قابضةٌ تخضعُ بإشرافِها لرئيسِ المجلس الحشيشةُ إذن على غِرارِ الريجي ومركَزٌ للمعوّقين على غِرارِ مَركزِ الصرفند الذي تشرفُ عليه السيدة رنده بري ومشاريعُ مياهِ حَفرِ آبارٍ ومِضخاتٍ للبقاع يجري إسنادُها إلى مجلسِ الإنماءِ والإعمار الذي يتولّى نيابةَ رئاستِه السيد ياسر بري
اضافةً الى مشاريعَ للتنميةِ على غِرارِ مجلسِ الجَنوب وما أدراكَ ما مجلسُ الجنوب هدايا للمحرومين تُشرفُ على تلزيمها مؤسسات ٌساهمت في تعميقِ الحِرمان وشكّلت مَعدِنًا أقوى منَ الألمنيومِ السياسيِّ الذي سيستخرجُ من نبتةِ الحشيشةِ الموعودة وإذا كان القُنّبُ الهنديُّ سيُستخرجُ لأغراضٍ طِبية فإنَ المشاريعَ المعجّلة اليوم سوف تستخدمُ لأغراضٍ سياسية ومعَ كلِّ ذلك فإنّ تشريعَ الحشيشة هو اليوم : تشريعُ ال?