إستناداً الى علمِ الفلك فإن القمرَ يشكّلُ الليلةَ ظاهرةَ خسوفٍ كليّ وأنّ كوكبَ المِريخ سيتقربُ مِن الأرض أما في علمِ المجرّةِ السياسية فإن أهلَ الفلك والمنجمينَ يرصدون خسوفَ القمرِ الحكوميّ وكسوفَ شمسِها
فمدارُ التأليف لم يَبلُغِ المُحاقَ بعد وكلُّ المناظيرِ المستطلِعةِ لا ترى بالعينِ المُجردةِ سوى شعوذةٍ وتضخيمِ أحجام لكنّ ظاهرةَ دنوِّ المِرّيخِ مِن اليابسة بدا أنّ لها تأثيراتِها الفلَكيةَ في السياسة فعكَسَت مُناخاتِها على معراب التي بَعثَت بإشاراتٍ ضوئيةٍ الى حارة حريك وأعلنَ حكيمُها سمير جعجع أَولَ تقاربٍ بأبعادِه المحليةِ معَ حِزبِ الله أما قُرصُ الشمس فقد أذابَ وَحدةِ الموحِّدينَ الدروز الذين توزّعوا مواقِفَ مختلفةً حولَ مجزرةِ السويداء وفيما شارك وئام وهاب في تشييعِ شهدائِها وأعلن طلال أرسلان الحِدادَ الأحد على أرواحِهم كان زعيمُ الحزبِ التقدّميِّ الاشتراكي وليد جنبلاط يُمنّي النفْسَ بالسلاحِ للقتالِ قائلًا : ليتنى أملِكُ السلاحَ والعَتادَ لاتوجّهَ معكم الى جبلِ العرب لكنّ جنبلاط الأقربَ الى الحياةِ في المِرِّيخ لم يحدّدْ وُجهةَ قتالِه حيث المعركةُ في الجَنوبِ السوريّ هي بينَ طرفَين: أهي النظام أم الإرهابُ وفروعُه؟.
وحَذّر جنبلاط مِن زجِّ نحوِ أربعينَ ألفَ دُرزيٍّ في أَتُوْنِ الحربِ في إدلب قائلاً لروسيا : نحن لسنا الشيشان ونريدُ ضمانةً لأهلِ الجبل والضمانات تنتزع ولا تُعطى وهذا ما حققه لبنانُ تحديدًا في معركتِه لعودةِ النازحينَ السوريين الى دريارِهم فبعدما كانت العودةُ طوعيةً وضَغَطت لمنعِها المفوضيةُ الأوروبية والأممُ المتّحدةُ ومؤتمرُ سيدر واحد وحديثُ التوطين الأمميّ والسعيُ لتأمينِ وظائفَ وفرصِ عمل للاجئين كان موقفُ لبنان صامدًا بمناعةِ وزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل تحرّك لبنانُ نحوَ تنظيمِ العودة وبدأت أفواجُ العودةِ بتنسيقٍ مِن المديريةِ العامةِ للأمنِ العامّ واللواء عباس إبراهيم فيما أعلن حزبُ الله في حينِه تنسيقياتِ عودةِ النازحين وترافقَ ذلك ورفضَ السُّلُطاتِ المحليةِ كلَّ مطالبِ اللإقامةِ وشروطِها هذا الأداءُ تسبّبَ باستشعارِ خطرٍ عن بعد فاتّفقت أميركا وروسيا على تنظيمِ العودة حتى لا يتسرّبَ النازحونَ إلى أوروبا من جهة ولا يُعطي العالمُ حِزبَ الله دورَ الاطلاعِ بمُهمةٍ إنسانيةٍ كهذه ويصبحَ نوّار الساحلي أكثرَ أهميةً مِن فلاديمير بوتن ودونالد ترامب وسائرِ الاتحادِ الأوروبيّ وعودةُ النازحينَ اليوم التي تنطلقُ دُفعةٌ أخرى منها غداً ستكونُ مقرونةً بسيطرةِ سوريا على أراضيها ميدانيًا وبينَها ما تمّ في الساعاتِ الماضية برفعِ العلَمِ السوريِّ فوقَ القُنيطرة لكنّ السيطرةَ ليست ميدانيةً وحسْب بل سياسيةٌ معَ تسجيلِ أولِ زيارةٍ مِن نوعِها لمسؤولينَ في مجلسِ سوريا الديمقراطيةِ المدعومِ مِنَ الأكراد وأميركا إذ وصلَ الى دمشق الرئيسُ المشتركُ (رياض درار) لإجراءِ مباحثاتٍ معَ الحكومةِ السورية من دونِ استخدام عبارةِ النظام والبقية ستأتي .