صُفّرَ العدّاد وإلى المربّعِ الأولِ تراجعت مساعي التأليف الرئيسُ المكلفُ سعد الحريري استعان بوزيرِ التربية مروان حمادة ليحجِزَ له مَقعداً في إحدى المِهْنياتِ في حال "ما مشي الحال" بالحكومة رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري "طنش" وحزم حقائبَ السفر ليركبَ طائرةَ راحةِ البال إلى عُطلتِه الصيفية بين جبران باسيل والحريري سكةُ الكلام ِمقطوعة ما لم يَحمِلْ رئيسُ التيارِ جواباً نهائياً من رئيسِ الجمهورية حتّى اللقاءُ الثنائيُّ بين عون والحريري صار لزومَ ما لا يَلزم فأرجأ زيارتَه التي كانت مقررةً بالأمس لبعبدا إلى أجلٍ غيرِ مسمّى فانخفض مستوى التشاورِ إلى مرتبةِ قياداتِ الصفِّ الثاني وصار الحكي بالواسطة عبرَ الثلاثيّ ابراهيم كَنعان آلان عون وغطاس خوري. وبحسَبِ أوساطِ بيتِ الوسَط فإنّ الحريري ما عاد يستعجلُ التأليفَ بعدما تراكمت عليه مطالبُ التيارِ الوطنيّ. ظَهرت عوارضُ التريّثِ على الحريري لكنّ الحُمّى أصابت غيرَ طرف فوصف مصدرٌ مسؤولٌ في القواتِ اللبنانية جبران باسيل بأنّه يَسعى للتعميةِ لتغذيةِ حِصةِ التيارِ الوزاريةِ على حسابِ القوات وقضمِ حقوقِها مصدرٌ آخرُ في القوات أشار إلى أنّ التشكيلةَ الحكوميةَ التي قدّمها الحريري لعون كانت تتضمّنُ إسنادَ حقيبةِ الدفاعِ الى القوات بموافقةِ سائرِ الأطراف إلا أن الطرحَ رُفض كما حُدّد ثلاثةُ وزراءَ لعون مِن ضِمنِهم مسيحيٌّ محسوبٌ على الوزيرِ أرسلان وسنيٌّ مِن خارجِ تيارِ المستقبل معَ الإبقاءِ على المقاعدِ الدرزية ِالثلاثةِ مِن حِصة جنبلاط القواتُ والاشتراكيّ استغلا الوقتَ الضائعَ فنَشِطَت بينَهما الاتصالاتُ والمشاورات أما دوائرُ عينِ التينة فأكّدت أنها قدّمت كلَّ التسهيلاتِ الممكنة وأنّ الأمورَ لا تزالُ عالقةً بينَ الرئاستينِ الأولى والثالثة وأضافت أنْ لا عراقيلَ خارجية وخصوصاً الإقليمةَ في مِلفِّ التأليف المَلهاةُ الحكومية ُعلى المسرحِ اللبناني لم تُعِرْ أُذُناً للتراجيديا الاقتصادية التي ضرَبت إيران حيث اهتزّت عُملةُ الجُمهورية لكنّ الجُمهوريةَ لم تقعْ في حربِ الإرادات حيثُ في كلِّ مرةٍ تتعرّضُ الجبهةُ الايرانيةُ الداخليةُ لهزةٍ ماليةٍ أو سياسيةٍ بهدفِ تأليبِ الشعبِ على النظام يُستَحْضرُ قربُ سقوطِ النظام وهو استحضارٌ يبدو رَغبةً أكثرَ مِن كونِه حقيقةً مبنيةً على الوقائع أما الواقعُ الذي أعاد إنتاجَ نفسِه فكان في المسلسلِ التُّركيّ الطويلِ حيث أضاف رجب طيب أردوغان خمسةَ أعوامٍ جديدةً إلى خمسةَ عشَرَ عاماً مضَت على رأسِ السلطة بعدما أمسكَ حِزبُ العدالةِ والتنمية بيدِ الحركةِ القومية وإذ نال شهادةَ إكمالٍ في امتحانِ البرلمان فإنه كَسَبَ حربَ الرئاسةِ والصلاحيات.