مقدمة النشرة المسائية - غداً يوم آخر

2021-04-21 0

المقدمة
صدى الاتهامات يَغلُبُ الصمت فما فَعله المرشحونَ تُجاه خُصومِهم كان كفيلاً بأن تستمرَ مفاعيلُه وتُسمعَ تردّداتُه في أروقةِ السبت الساكت وفي بحرِ الأحد الكبير رصاصُ الكلمات أبقى على وهْجِ المعركة التي اتَخذت شكلَ الحرب وأُخرجت بواطنُ المشاعر التي كانت مغلّفةً بتفاهماتٍ سياسية اتَضح أنها لا تَصلُحُ لعامةِ الناس وهي مصنوعةٌ فقط على قياسِ كبارِ السياسيين وبمعزِلٍ عن اللغةِ المحرّمة التي استُخدمت في الحملات فإنّ لبنان ينفّذُ غداً أحدَ أهمِّ خِيارات الناس التي طال انتظارُها حيث جُمّدت الديمقراطية في العروقِ النيابية سنواتٍ تسعاً وفُرض التمديدُ ثلاثَ مراتٍ على اللبنانيين كَسراً لإرادتهم واحتلَّ النوابُ مقاعدَهم من دون وَكالةٍ من الشعب وقياساً على هذا الخطر فإنّ للانتخابات غداً طعمَ الحرية وفيها خلاصٌ من واقعٍ تحوّل إلى "فعل أمر" وعلى الرَغمِ من كلِ الظروف والاستثمارِ السياسي، وتداوُلِ العُملةِ الانتخابية، واستقطابِ كبارِ المتمّولين على اللوائح، والاعتراضِ على القانون الذي يَطعنُ فيه الحليفُ حليفَه فإنّ يومَ الانتخاب صارَ مِهرجاناً يَحتفي بعودةِ صناديقِ الاقتراع وفتحِها للتنافس تحت سقفِ قانونٍ نسبيّ نسبياً وفي خمسَ عَشْرَةَ دائرةً انتخابية. وفيما أقدمتِ السلطة في السابق على ضربِ الحراك المدني منعاً لخرقٍ قد يُحدثه في أيِ عمليةٍ انتخابية فإنّ هذه السلطة نفسَها ضُربت من داخلها وأصبح عدوُّها يَجلسُ في قلبِ لوائحها وَفق معادلة "إجا مين يعرفك يا بلوط"، أو بالحد الأدنى "دود الخل منو وفيه". ولغاية هذه السُطور فإنّ كلَ ما تقدّم هو تحتَ سقفِ القانون حيث جرى رصدُ الإعلام من قِبل هيئةِ الإشراف لاستكشافِ مدى التزامِه بنصوصِ الصمت الانتخابي غيرَ أنّ المشكلة لم تكُن مرةً في الإعلام ناقلِ الصورة بل في الصورةِ السياسية نفسِها التي تشظّت في حربِ النجوم للوصولِ إلى ساحة النجمة.

Free Traffic Exchange