المقدمة
لم يدمِ التوافقُ السياسيُّ للمنتشرينَ السياسيين في باريس أكثرَ مِن اثنتي عشْرةَ ساعةً أنتَجت أحدَ عَشَرَ مليارَ دولارٍ وبعدها " انفخت الدفّ وتفرّق العشاق " جبران باسيل يرافقُه رئيسُ الحكومة وغصن الانتشار استَحدثوا مؤتمرًا للطاقةِ الاغترابية بمحصولٍ انتخابيّ ووزيرُ المالِ علي حسن خليل وتوأمُ روحِه السياسيّ وزيرُ الأشغال يوسف فنيانوس قرّرا المقاطعةَ وتسجيلَ موقفٍ يؤكّدانِ فيه أنهما في مُهمةٍ ماليةٍ محدّدة فمعركتُنا الانتخابيةُ نخوضُها في لبنان, وانتخاباتُالمغتربين نديرُها بطاقتِنا لا بطاقاتِ الدولة لكنّ مصادرَ الوزير باسيل ردّت على التسرّبِ الوزاريّ فأكدت أنه لم تجرِ دعوةُ الوزراءِ مسبّقًا ومَن رَغِبَ حضَر , أي إنّ الوزيرَين لم يكونا مدعويّنِ في الأساس لكي يُقاطعا المؤتمر
وعند هذا الحدّ سَقَطَ أولُ الرِّهانات التي اعتّد بها رئيسُ الحكومةِ سعد الحريري بالأمس والتي عَوّلت على التوافقِ السياسيِّ للجذبِ المالي .
ولّما كانَ الرِّهانُ على التلاحمِ السياسيّ مَفقودًا فإنَّ المقامرةَ الكبرى ستكونُ في الرهانِ على الإصلاحِ تلك العبارةِ التي شدّد عليها وزيرُ مال واقتصادِ فرنسا برونو لومير فدعا الى اعتمادِ الشفّافيّةِ في تقديمِ العروضِ والمشاريعِ وتحسينِ آليةِ العملِ عَبرَ إجراءِ إصلاحات
وألهمت تلك العبارةُ الرئيس سعد الحريري الذي اعتَلى مِنبرَ الطاقة وأعادَ انتشارَ الإصلاح بالثلاث قائلاً : الاهمُّ بالنسبةِ إليّ في هذا المؤتمر هو الإصلاح ثُمّ الإصلاح ثُمّ الاصلاح ولا يمكنُنا أن نستمرَّ بالطريقةِ نفسِها التي نعملُ فيها حاليًا وسَرعانَ ما صارَ الإصلاحُ كالنارِ في هشيمِ التويتر فغرّد النائب وليد جنبلاط قائلاً إنّ مؤتمرَ الأرز في باريس قدّمَ هديةً جميلةً للبنانَ مشروطةً بالإصلاح وسأل هل سنقومُ بالمطلوب أم ينتهي المؤتمرُ كما انتهى غيرُه في جواريرِ الوعودِ والفساد
فمنَ الوزيرِ الفرنسي الى الحريري شخصياً فزعيمِ المِنطقةِ وليد جنبلاط وردًا على هواجسِكم نلفِتُ عنايتَكم الى تجارِبَ سابقةٍ تؤكّدُ بما لا يقبلُ الشكَّ أنّ المبالغَ التي رصُدت في سيدر واحد ستؤولُ الى مغارة علي بابا وبعضُكم فيها الحرامي وما دُمتم قد كلّفتُم مجلسَ الانماءِ والإعمارِ الإشرافَ على تنفيذِ المشاريعِ المموّلةِ مِن اللأحدَ عَشَرَ مِليارًا " فعينّوا خير " " وقعت واستلقاها " وهو المجلسُ المختصُّ بالإصلاحِ الزراعيِّ لناحيةِ توزيعِ المشاريعِ حِصصاً على القاماتِ النافذةِ والمتعهّدينَ المُلتزمينَ البيوتاتِ السياسية هو عينُه مجلسُ نبيل الجسر وياسر بري فهل بإمكانِ العهدِ القويِّ البَدءُ بالإصلاحِ مِن هنا ؟
فالاحدَ عشَرَ مِليارًا معرضّةٌ لتَكرارِ تجرِبةِ الأحدَ عَشَرَ ملياراً لانّ الزمنَ هو نفسُه ولم تبدلْه انتخابات ولم تتغيّرِ الذهنياتُ معَ اختلافِ أنّ ما كان يُسرقُ خُلسة ً صار في العلن وفوقَ الطاولة لا بل فوق لجانِ الرَّقابةِ والتفتيشِ المختصة حيث لا مكانَ للشفّافيّةِ واستدراجِ العروضِ وشُورى الدولة وغيرِها مِن الهئياتِ والمجالس .
والمانحون وبينَهم وزيرُ مال فرنسا يطالبُكم اليومَ بالشفّافيّةِ واعتمادِ آلية غدا ً هل تجرأون ؟
إذا وافتْكمُ الجُرأة فأقربُ اختبار هو جلسةُ الكهرَباءِ بعدَ الأعياد إذ إنّ عليكم