المقدمة
بمعادلةْ "ما تِعتلو هَمّ" لمغوار التيار وبإعلانِ نعمةِ اللائحة أنه يَضعُ الخلافات وراءَهُ وبجولةِ دَفْعٍ لجبران باسيل أعادت لائحةُ كسروان جبيل تشغيلَ محرّكاتِها وأَقلعت من جديد حيث لاقاها عندَ مُنتصَفِ الطريق منصور البون الذي كانت آخِرُ ظُهوراتِه في سوقِ الذوق العتيق مستقبلاً وزيرَ الخارجية قبلَ أنْ يتلاشى ويَختفي من بينِ الحضور لكنَّ الاستقبالَ وحدَه كانَ كفيلاً بإعطاءِ صورةٍ عن عودةِ الابنِ الضالّ والذي حَلّقَ ولم يَطِرْ، وظَلَّ بينَ أجنحةِ التيار المتكسّرة وفي المشهدِ الكسروانيّ أَبدى الجميعُ خِصالَ التعالي عنِ الخلافات وفي مُقدَّمِهم المرشّح نعمة فرام الذي قالَ للجديد إنَ الموقفَ مُتراصُ الصُفوف منذُ البداية، وما يَجمعُنا أنّنا في قائمةِ عهد وكلُ مَن سيَصِلُ سيكونُ قريباً من هذا العهد هكذا كانتِ "التقليعة" ولأنّ هناكَ مواضيعَ أهمّ في انتظارِنا فقد تعاليتُ عن كلِ شيءٍ آخر وأضاف فرام: "كان في مشكل مع منصور أنا ما إلي علاقة فيه نهائياً" لقد كنتُ أتفّرجُ على الحدث وما فَهِمتُه من الوزير باسيل أنّه لم يَعُدْ هناكَ مِن مُشكل فالأمرُ مُستتبٌ اليوم منصور معَنا والخلافات وراءَنا وفيما نَجحَ باسيل في وقف إطلاقِ النار في غوطة كسروان داخلياً فإنّ النيرانَ جاءتْهُ من عِفريتِها فريد هيكل الذي رَدَّ على رئيسِ التيار في أرضِه وقال متوجهاً إليه: ما فَعلناهُ لكسروان ولبنان قبلَكم أنّنا لم نُعطِّلْ مجلسَ نوابٍ أو حكومةً من أجلِ مَوقِعٍ في السلطة، ولم نُتَّهمْ بصَفَقاتٍ مشبوهة وعندما نَسألُكَ عنِ البترون إسألْنا عن كسروان. وفي كلمةٍ له منذوق مكايلقال باسيل: نحنُ نتكلّمُ بالسيادةِ والازدهارِ والانتشار، وهم لا يَملِكُونَ إلّا الشتيمة معتبراً أنّ مَن كان ماضيه ثقيلاً بالمَعصيات لا يُمكِنُ أنْ يَعِدَكم بشيءٍ جيّد. وصعوداً نحوَ طرابلس كانَ أهلُ العزمِ يُعلنونَ التحدي بمرشّحين يَمزِجُونَ بينَ الخِبرةِ النيابية والفنونِ الدبلوماسية ورجالِ الطِبّ، معَ نكهةٍ أُنثوية يتقدّمُهم رئيسُ حكومةٍ سابق سيُقارِعُ رئيسَ حكومةٍ حاليّ من دونِ التزامِ معادلةِ النأيِ بالنَفْس هذه المرة نجيب ميقاتي and co.، قَدّموا خِطاباً فيه كلَ العزمِ على تبديلِ الواقع وعودةِ طرابلس عاصمةً ثانية للبنان بعدما استُعملتِ المدينةُ في البازاراتِ السياسية وجرى تحويلُها إلى ساحاتِ غضبٍ مشؤومة بوجهٍ فِتنويٍ تَحريضيّ ما تَسبّبَ بإدخالِ كثيرٍ من أبنائِها إلى السجون وعلى توقيتِ إعلانِ ميقاتي خَوضَهُ معركةَ الهجومِ في طرابلس كانَ الرئيس سعد الحريري يتقدّمُ بدورِ الإطفائيّ في طريق الجديدة في بيروت قائلاً إنّ أهمَّ دورٍ نقومُ به هو إخمادُ الحرائقِ السياسية، ومَنْعُ الحرائقِ في المِنطقة منَ المجيءِ إلى لبنان.