مقدمة النشرة المسائية ليوم السبت 10-02-2018 مع سمر أبو خليل من قناة الجديد
دخلتِ الـ"أف 16" سوقَ التقاعد.. وكما دَفَنَ لبنانُ الميركافا فخرَ الصناعةِ الإسرائيليةِ في سهلِ الخيام ووادي الحجير.. احتَفلت سوريا اليوم بهزيمةِ ما يعرفُ بالصقرِ المقاتل.. الطائرةِ النفاثةِ متعدّدةِ الأهدافِ فخرِ الصناعةِ الأميركية سَقط الصّقرُ في المكانِ والزمانِ المناسبَينِ للمرةِ الأولى منذُ عامِ اثنينِ وثمانين.. في أولِ ترحيبٍ مِن نوعِه بوصولِ وزيرِ الخارجيةِ الأميركية ريكس تليرسون إلى بيروتَ الأسبوعَ المقبلَ قادمًا على جَناحِ النّفط لكنّه سيُضطرُّ الى تغييرِ وجهةِ البحث.. ليسألَ لبنانَ ضبطَ النفسِ والتوسّطَ لإسرائيلَ جو أرض قبلَ الغوصِ في عُمقِ البحر فمن أصغى إلى إسرائيلَ اليوم وجدَها تَنشُدُ الهدوء وتعلنُ مرارًا أنها لا تنوي التصعيد وهي على استعدادٍ لأيِّ سيناريو إلا ذلك الذي يُدخِلُ حزبَ الله طرفًا في معادلةِ الردّ.. إذ إنّ خَسارتَها طائرةً واحدةً ستكونُ أهونَ عليها مِن دخولِ حربٍ لا قيامةَ لها فيها لذلك تضرّعت إسرائيلُ إلى روسيا وناشدتْها التدخّلَ ومارسَت سياسةَ ضبطِ النفس على خلافِ نهجِها القائم على التذرّع بسبب لاندلاعِ الحرب.. فدخلنا عصراً جديداً.. عصرَ توازن ِالقوى فكما هزمت المقاومةُ اللبنانية إسرائيل عامَ ألفينِ وستة ومَنعت العدوَّ من مجردِ التفكير في شنِّ حرب.. نشأ اليوم عهدٌ جديدٌ منعَ إسرائيلَ مِن استباحةِ الأجواءِ السوريةِ اللبنانية وإذا كانت هذه المعادلةُ قد حمَلت توقيعَ الدفاعاتِ السوريةِ فإنها وقبل كلِّ شيءٍ تأتي ممهورةً بالختمِ الروسيِّ الذي ردّ سريعاً على إسقاطِ طائرتِه في إدلب.. وبذلك استَحصلتِ السوخوي على ثأرِها مِن ال اف 16 في لغة تخاطب جوية رفيعة النار ومدروسة القرار وإسرائيل التي لجمت عدوانَها السريعَ لم تتمكّنْ من ضبطِ تصريحاتِها فاتّهمت ايرانَ اولًا باستهدافِ طائرتِها ثم لحق بها البيتُ الابيض الذي اعلن عن اتصالاتٍ كبيرةٍ عاليةِ المستوى بين الحكومةِ الإسرائيلية والادارةِ الاميركية وقال إنّ الرئيسَ دونالد ترامب غاضبٌ جداً من إسقاطِ إيرانَ الطائرةَ الاسرائيلية لكنّ غضب ترامب جاء بلا مضمون بعدما تأكّدت تل ابيب أن لا دورَ إيرانيًا في حركةِ الملاحةِ الجوية وأن معركتها هي حصرا مع روسيا وسوريا.. وهنا اختَلفت موازين الرد لكن.. حتّى ولو تَشرفّت ايرانُ بنيلِ جائزةِ إسقاطِ الطائرة.. فما الفرقُ بينَ أن تنطلقَ مقاتلةُ الاف 16 الاميركية من مطارٍ عسكريّ إسرائيليّ أو أن تنطلقَ طائرةٌ ايرانية مِن مطارٍ عَسكريّ سوري؟ هي معادلةُ المِكيالَين التي تُجيزُ فيها اميركا لاسرائيل استباحةَ المِنطقة.. اما اللاعبون الاخرون فتضعُهم في خانةِ الأعداء.. وأيا يكن التقييم.. فإنّ إسرائيلَ وداعمتَها اميركا دَخلتا المجالَ الجويَّ السياسيّ الجديد.. والذي على اساسِه أعلنت تل ابيب في سابقةٍ تاريخيةٍ تراجعَها إلى الخلف.. مِن دونِ أن تَحتفظَ بحقِّ الردّ لا بل وَزعّت نداءاتِ استغاثة ٍللمتطوعين.. ولسوءِ حظِّها فإنها طلبت النجدةَ مِن قاتلِها.