مقدمة النشرة المسائية 04-12-2017

2021-04-21 1

مقدمة النشرة المسائية ليوم الثلاثاء 04-12-2017 مع سمر أبو خليل من قناة الجديد

اليمن بلا صالحِها.. هذا الرجلُ الذي جَعلَ طَوالَ أربعةِ عقودٍ اسمَ اليمن مرادفًا لاسمِه واسمَه مرادفاً لليمن كانوا يقولونَ إنّ امتطاءَ الليثِ أسهلُ مِن حُكمِ اليمن.. لكنّ صالح "امتطى الليث" و"رَقَصَ معَ الثعابين".. قبل أن يسقُطَ ضحيةَ هوايتِه المفضّلة وأن تَخذُلَه مهارتُه في فنِّ البقاءِ واللعِبِ على التناقضات. سيرتُه الذاتيةُ لم تكُنْ سِوى مُسلسلٍ مِنَ التحالفاتِ ثُمّ الانقلابِ على ما صنعتْه يداهُ تحالَفَ معَ الجَنوبيينَ وحاربَهم.. حاربَ الحوثيينَ وتحالَفَ معهم.. وكذلك الحالُ معَ السُّعوديةِ التي شَبَكَ ودَّه معها وتلقّى العلاجَ في مستشفياتِها قبل أن يَشتبكَ بها.. وعادَ في الأيامِ الثلاثةِ الأخيرةِ ليَعرِضَ فتحَ صفحةٍ جديدةٍ معها حاولَ من يلقّبُ بالعفّاش أن يَقلِبَ الأوضاعَ في اليمن مجدّداً، وأن يبدّلَ وجهةَ الحرب بعدَ إعلانِه "الانتفاضةَ" على الحُوثيين، حلفاءِ الأمس لكنّ محاولتَه الأخيرةَ سَقَطت على أرضِ المعركة حساباتُ بيدرِه لم تطابِقْ حساباتِ الحقلِ اليمنيِّ الجديد.. اعتَقد أنّ في استطاعتِه القيامَ بـ"رقصتِه" الأخيرةِ لحسابِ التحالفِ الخليجي.. وأن يحقّقَ له مبتغاهُ في اليمن، نظراً إلى سيطرتِه على وَحَداتٍ مِن الحرسِ الجُمهوريّ ورَهْطٍ مِنَ القبائل لكنّ الرقصةَ الأخيرةَ كانت مُميتة لم يُدركْ عُمقَ تعاظمِ النفوذِ الحوثيِّ في معاقلِه الرئيسةِ لاسيما في صنعاءَ التي كان يعتبرُها ملعبَه ولم يحتسب أنّ "التحالفَ" الخارجيَّ الذي حاولَ أن يبيعَه الريح اعتادَ حصدَ العاصفة غيابُ علي عبدالله صالح لن يجعلَ الحوثيين لاعبًا وحيدًا على الساحةِ اليمنيةِ الشَّمالية فحسْب بل سيُفقِدُ السُّعوديةَ "الفرصةَ الذَّهبية" التي عمِلت لإنضاجِها طَوالَ السنواتِ الماضية.. وضَخّت عَشَراتِ الملياراتِ مِنَ الدّولاراتِ لشَقِّ الجبهةِ الداخليةِ المضادةِ، وشِراءِ الولاءات. الحوثيون احتفَوا بموتِ صالح وأعلنه عبدُ الملِك بَدر الدين الحوثي يومًا تاريخيًا أحبطَ المؤامرة فيما دعا الرئيسُ اليمنيُّ عبد ربه منصور هادي أبناءَ شعبِ اليمن إلى الانتفاضِ في وجهِ الميليشات ولم يُعرَفْ على وجهِ الدقة ما إذا كان الرئيسُ المقيمُ خارجَ اليمن سوف يتقدّمُ جُموعَ المنتفضين أم سيكتفي بالتنظيرِ مِن خلفِ بابِ المَندَب واليمن بعدَ اغتيالِ صالح تتجّهُ الى غموضٍ يسودُ مَسرحَها العسكريَّ والسياسيّ لكنّ مِن المؤكّدِ أنّ المعركةَ باتت الآنَ وجهاً لوجهٍ بين إيرانَ والسُّعودية.. من دونِ جسرِ علي عبدالله صالح فهل تكونُ المواجهةُ أسهل؟ قد يكونُ ذلك.. فالرجلُ الذي تفوّقَ على الملِكة بلقيس وفاقَ حكمُه ولاياتِ الأئمة انتَهت ولايتُه بالدماء وربما يصبحُ التعاملُ معَ أنصارِه أكثرَ سُهولةً بعدما فَقدوا زعيمَهم ذا المصالحِ الخاصةِ وصعبةِ التفاوض وإذا كان اليمنُ أسيرَ الاغتيال وفي انتظارِ أن تتضحَ الصورة فإنّ الرؤيةَ الضبابيةَ للعَلاقاتِ الخليجية تنقشعُ تدريجًا في قِمة ِمجلسِ التعاونِ الخليجيِ غدًا في الكويت التي مُهِّدَ لها باجتماعِ وزراءِ الخارجيةِ اليوم وبدا أنّ اجتماعَ اليومِ قد حمَلَ أولى البوادرِ الإيجابيةِ على صعيدِ حلِّ الأزْمةِ بين قطر ودولِ المقاطعة وذلك ضمن مساعٍ غَ