المقدمة العرب لم يشهروا السيف إلا للرقص
مَرَّ قُطوعُ الشهادةِ الثانوية على خير نالَ الطلابُ وأولياؤُهم شهادةَ حُسْنِ سُلوك وتبوّأُوا مرتبةَ الشرف بتوزيعِ "البقلاوة" بدلاً منَ الأعيرةِ النارية الطائشة ومعَهم نالتِ الأجهزةُ الأمنية وِسامَ الامتحان من مَرتبةِ الثقة بأنَّ الأمنَ متى أَراد، الناسُ أرادت إنقضى النهارُ الثانويّ مُسجِّلاً حالةً شاذّة في بابِ حارة الناعمة حيث أُصيبَ شخصان برصاصِ الابتهاج وعلى الرَغمِ منَ الثورةِ الافتراضية التي أَطلقها وزيرُ الداخلية فقد ثَبَتَ بيقينِ التوقيفاتِ التي تَلتِ الشهادةَ المتوسطة بأنّ الأجهزةَ الأمنية تَمتلِكُ قُدرةَ الإمساكِ بالشارع، ما لم تُمسَكْ منَ اليدِ التي تُؤلمُها. أمنُ الداخلِ مُستتب، أقلُهُ في الحدِ من ظاهرةِ السلاحِ الفالتِ على ابتهاجِه أما أمنُ الحدود فواقعٌ بين نارين حَرّكتا جَمْرَ الانقسام حولَ أزمةِ النازحينَ السوريين وما بينَ مَطلبِ التنسيقِ المباشرِ معَ الحكومةِ السورية والرفضِ القاطعِ لكلِ وسائلِ التواصلِ السياسية موقفٌ مَوزون للرئيس أمين الجميل رأى فيه أنْ لا مَفرَّ منَ التنسيقِ معَ سوريا لعودةِ النازحين ولا بُدَّ من حوارٍ وطنيّ بمَعزِلٍ عنِ العُقَدِ والحساسيات لمصلحةِ البلد وتَساءلَ الجميل: لماذا نَختبئُ وراءَ إصبعِنا لدينا سفيرٌ سوريّ التقيناهُ في بعبدا وشَارَكَنا استعراضَ استقلالِنا والنظامُ السوريّ لا يَنتظرُ موقفَنا من شرعيتِه أو عدمِها مشيراً إلى أنّ الكثيرَ منَ الأطراف ليست لديها مصلحةٌ في معالجةِ هذا الموضوع موقفُ الجميل المتقدّم قابلَهُ موقفٌ من النائب عقاب صقر لا يَرقى إلى مستوى الخَطرِ الذي بات يُشكِّلُه هذا المِلف فغطّى التهديدَ الأمنيَّ الناجمَ منَ النزوح بإيجابياتٍ لا يَراها سِواه إذ قالَ في مقابلةٍ مع الجديد إنّ النازحين أَنعشُوا الدورةَ الاقتصادية، وهم يُدرُّونَ الأموالَ على الاقتصاد ومَن شابَهَ الفَورةَ الاقتصادية التي أَحدثها النازحونَ بالأغطيةِ الداعمةِ لهم ما ظَلَم. وإذا كانتِ الأممُ المتحدة قد عَجَزتْ عن حلِ مُعضلةِ النزوح فإنّ منظمةَ اليونسكو التابعةَ لها قالتِ الحقَّ ولو على قَطْعِ رقبتِها وبعدَ تكريسِها مدينةَ الخليل ومَسجدَها الإبراهيمي معلمين يَضربانِ عميقاً في الأرضِ الفلسطينية وثبّتتهما جُزءاً منَ التراثِ العالميّ باقتراحِ النقيب جاد ثابت انتفضت واشنطن وكأن مساً أصاب أمنَها القومي بتيارٍ نووي فرأت أنّ قرارَ اليونسكو إهانةٌ للتاريخ واتُخِذَ بدوافعَ سياسية وبالسيفِ نفسِه نفذت أوامرَ نتنياهو وقَطعتْ عامَ ألفين وأحدَ عَشَر تمويلَها للمنظمة في أعقابِ قَبولِ عُضويةِ فِلسطين ورأت أنّ الخُطوةَ هي من جانبٍ واحد وأمامَ هذا المشهد لا يزالُ العربُ يُجانبونَ أميركا طَمعاً بدورِ الوسيط ولم يتيقّنوا منذُ نكبةِ فِلسطين أنّ أميركا التي قامت على دماء الهنودِ الحُمر دَمّرتِ الحضارةَ باجتياحِها العراق والعربُ لم يُشهِرُوا في وجهِها السيفَ إلا للرقص.