موجةُ الحرِّ الآتية من خليجٍ مُضطرب لم تَفرِضْ حَظْرَ تَجوالٍ على الحَراكِ السياسيّ، لا بل أَصابتْه بالحُمّى فشَدَّتْ عوارضُ الإعياء الهِممَ والرؤوسَ الحامية ضَربتْها شمسُ جزين فكانتْ جولةٌ وَصلتِ الليلَ بالنهار لا أسبابٌ موجِبةٌ للزيارة والقانونُ الانتخابيّ "ماشي وعينُ التمديد تَرعاه" ونتائجُها مَحصورةٌ بالشِقِّ الحزبيّ ولَملمةِ الصفّ وحَصريةِ التوكيل في قرارِ مَن سيملأُ مَقعدي التيار بالإسمَين المناسبين منَ أصلِ ثلاثةٍ يؤدّيانِ فروضَ الطاعةِ في وجهِ المُشاغبِ الذي يَسيرُ عكسَ التيار. هذا في التنظيم أما في السياسة فجَردةُ حسابٍ بمفعولٍ رَجعي وخِطابُها سحْبُ رئاسةِ الجمهورية من فَمِ السبع وسحبُ قانونِ الانتخاباتِ من فَمِ "الديب" تَرَكَ الخطابُ "حزورة" السبع والديب "لكل واحد في مسلة تحت باطو بتنعرو" وبَقِيَ أنْ يَسحبَ هذا الخطابُ الحقيقةَ من فَمِ الحوت خصوصاً أنّ شيئاً ما عادَ خافياً على أحد وفي لَظى تموز الممتدِّ حتى "آخر إيام الصيفية" فإنّ مشاريعَ الإنماءِ من ماءٍ وكهرباء، المُعطَّلة بمناكفاتٍ سياسيةٍ لَعِبَ دورَ بطولتِها وزيرُ المالية بحجْزِ الاعتمادات لكنّ إرادةَ تفعيلِ الإدارةِ الذاتية بدأتِ الليلة بافتتاحِ معمل الجية وعليه فإنّ أهمَّ استثمارٍ شعبيٍّ هو في تسمية الأمورِ بأسمائِها وقَوْلِ الحقائقِ من دونِ ارتداء "الكفوف" فالدبلوماسيةُ الناعمة لا تَنفعُ في محاربةِ الفسادلأن الساكتَ عن الفاسدين شيطانٌ أَخرس إذا لم نَقُلْ خوفاً أو تواطؤاً أو مصالحَ مُتبادَلة وعلى مَن لم يُصَبْ بآفّةِ الفساد وكَفُّه نظيفةٌ بشهادةٍ رسمية أنْ يَحدِّدَ مَن هم أصحابُ السوابقِ في فسادٍ يَتساوى في خَطرِه معَ خطرِ الإرهابَيْن الإسرئيليّ والتكفيري وإذا كانَ الرأيُ قبلَ شَجاعةِ الشُجْعان فإنّ مُعضلةً أخرى باتتْ تتطلّبُ حلاً جَذرياً، وهي مُعضلةُ النزوح الذي احتَرقَ اليومَ أحدُ مُخيماتِه بحرارةِ تموز المرتفعة وعليه وجَّهَ حزبُ الله نداءً إلى الحكومةِ اللبنانية لتَضعَ على جدولِ أعمالِها بندَ التنسيقِ معَ الحكومةِ السورية من أجلِ عودةِ النازحينَ إلى المناطقِ الآمنة داخلَ سوريا وتَساءلَ الحزب: ما حجّةُ الدولِ الكبرى بعدَ تحريرِ مِساحةٍ في الباديةِ السورية تُعادِلُ بثلاثةِ أضعافٍ مِساحةَ لبنان. وتزامناً دَخلتِ الأزمةُ القطريةُ الخليجية مرحلةَ رُبعِ الساعةِ الأخير فعندَ انتصافِ الليل تَنتهي مهلةُ الأيامِ العَشَرة المُعطاةُ للدوحة للردِّ على لائحةِ المطالب القارئُ في طالَعِ التطورات يَرى أنّ التصعيدَ العسكريّ ليس خِياراً مَطروحاً بأمرٍ دوليٍ معطوفٍ على التفاؤل بأنْ تَحصُدَ مبادرةُ أميرِ الكويت ثِمارَ التسوية فهل يكونُ ما بعدَ العَشَرة الأواخر كما قَبلَهُ؟ وإلى أن يَقضيَ الحوارُ تَرميماً للبيتِ الخليجيِّ المُتصدّع البدايةُ منَ الإنجازاتِ الأمنيةِ المتلاحقة وآخرُها خروجُ أولِ حزامٍ ناسفٍ من مخيم عين الحلوة بعمليةٍ نظيفة تفاصيلُها في اتصالٍ خاصٍ بالجديد معَ اللواء عباس ابراهيم أَجراهُ الزميل حسان الرفاعي.