دولة المشنوق الصغرى
رصاصُ الأعصاب، والقتلُ السهل، والمطاردة عناوينُ يوميةٌ لبلدٍ فقد عقلَه وأوكلَ المُهمةَ إلى بارودِ يديه جنونُ الجريمة عدوى تنتقلُ بينَ الأحياءِ وعندَ الأوتوستراداتِ الرئيسة بمراقبةِ الكاميرات أو من دونِها بالقبضِ على الجاني أو تواريهِ عن الأنظار حيثُ لا شيءَ يَردع وإذ ودّعت كنيسةُ مار الياس في المنصورية اليومَ الشابَّ روي حاموش وعلى الرَّغمِ من الإنجازاتِ المتتالية لشُعبةِ المعلوماتِ في توقيفِ القتَلة فإنّ الجرائمَ تكشِفُ يومياً عن نزوحٍ نحوَ الفلتانِ الذي يتوسّعَ ويأخُذُ مداهُ ما دَفَعَ بعضَ الرأيِ العامِّ إلى المطالبةِ بالعودةِ الى تنفيذِ عقوبةِ الإعدام المجرمونَ لا يُبالون والسياسيون يرتكبونَ بدورِهم جرائمَ نأت بهم عن المسوؤلياتِ الوطنيةِ وبينَها قانونُ الانتخابِ الذي تُركَ عَمداً بهدفِ الاصطدامِ بجدارِ الفراغِ ليجدَ حينَها أنّ الستين هو عمليةُ إنقاذ. لبنانُ وعلى المستوى الإقليميّ يبتعدُ عن الإمساكِ بكُرةِ الخليجِ الملتهبة لكنّ خَرقاً واحداً سجّله وزيرُ الداخلية نهاد المشنوق الذي أوردَ تساؤلاتٍ دوّت في "سما شتورة" متحدّثاً عن دولٍ صغرى يمكنُ أن ترتكبَ أخطاءً كبيرةً تتسببُ بمشكلاتٍ كثيرةٍ وتستمرَّ في هذه السياسة ولم يُعرفْ على وجهِ التحديد ما إذا كانت هذهِ هي الدولةَ الصغيرةَ نفسَها التي مولّت الحَراكَ في لبنان ودَعَمتِ التظاهرات فكشفَها المشنوق قبل أن تُعلِنَ البيانَ رقْم واحد وإذا كنا نتحدّثُ عن الدولةِ نفسِها فإن أزْمتَها اليومَ بدأت عربيةً وتحوّلت دَولية وبعدما "خرّبها ترامب جلَس على تلِّها" وأعلن استعدادَه للوساطةِ معَ كلِّ الاطراف في الشرقِ الأوسط لتهدئةِ التوتّرِ بين قطرَ وجيرانِها الخليجيين لكنّ مَن أجّج النيرانَ لن يُطفأَها والاميركيون سيدخلون على خطِّ الوساطةِ لإعادةِ تسعيرِ الأزْمة أما المسعى الجادُّ الحقيقيُّ الذي يَجري عليها فهو ذلك الذي يضطلعُ به أميرُ الكويت الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُّباح إذ يحمِلُ الصُّباحُ رؤيتَه للحلّ ويجولُ بها بينَ العواصمِ المتأزمة ومعَ تدويلِ الأزْمةِ ودخولِ القواتِ التُّركيةِ قطر تمسّكت الدوحةُ بنِقاطِ قوة بعضُها أمدّتْه بها إيرانُ عبرَ ثلاثةِ موانئَ فتحتْها للسُّفُنِ القطرية.