هبت رياحٌ مِن معراب تتوقّعُ القانونَ الجديدَ إذا ما وُفّقَ النائب جورج عدوان في مُهمةِ الأشغالِ الشاقّةِ المبنيةِ على النسبيةِ بخمسَ عشْرةَ دائرة وفيما شاعت الايجابيةُ على تصريحاتِ بعضِ القيادات كانت التسريباتُ توقِفُ التفاؤلَ عند حدِّه وتؤكّدُ وَفقَ معلوماتٍ سياسيةٍ أنّ البلادَ ذاهبةٌ إلى الستين وأنَّ كلَّ ما عدا ذلك مجردُ تأملاتٍ لم تبلغِ الورق والفوضى من بعضِها وكما تكونون يُبَثُّ عليكم فالدولةُ المهترئة تولّدُ شاشةً على صورتِها لكنّ ما حدث اليومَ في تلفزيونِ لبنان كان سابقةً لم تعرِفْها تلةُ الخياط أباً عن جَدّ ولا على زمنِ انقساماتِ القناة 7 ضدّ القناة 11 في الحازمية هي الحربُ التي طافَ مِن خلالِها الفسادُ الداخليُّ في قلبِ المَحطةِ على الهواء في معركةٍ خاضها مديرٌ وموظّفون بغيابِ الوزيرِ الوصيّ ملحم رياشي الذي أصبحَ داخلَ المعركة لكنْ بالتحكّمِ عن بعد. كلُّهم راعٍ وكلٌّهم غيرُ مسؤول, إذا تَعجِزُ الحكوماتُ المتعاقبةُ عن اتخاذِ قرارٍ حاسمٍ لئلا تَشتبكَ معَ حُماةِ هذه الشاشةِ مِنَ الأقطابِ السياسيين والذين يزرعونَ في المحطةِ موظّفين في عُرفٍ اتُّبعَ على مرِّ العقود فالدولةُ تخافُ تلفزيونَها وتتجنّبُ القرارَ الذي سيطالُ الكبار وهنا مَربِضُ الفرس والبقيةُ تفاصيلُ قد تندلعُ اليومَ معَ طلال مقدسي وغداً معَ آخرين والأزَماتُ متوارَثةٌ أيضاً في قطاعِ الاتصالات الذي أُوكلَ إلى وزيرٍ خلَطَ شَعبان برمضان على حدِّ وصفِ النائب بطرس حرب ففي مؤتمرٍ صِحافيّ "مبكل" ردّ حرب على كلامِ الوزير جمال الجراح المتشنّجِ وغيرِ اللائقِ والخارجِ عن الآدابِ والتقاليدِ السياسيةِ كما قال وتوجّه إليه بالتالي: إنك تردّدُ ما لَقَّنَكَ إياهُ أصحابُ المصالحِ والصَّفَقات إستَبقتَ العدالةَ عندما دافعتَ عن قضيةِ ستديو فيجن واعتَديت على صلاحياتِ السلطةِ القضائية وما هكذا تُوَرَدُ يا سعدُ الإِبِلُ وباللهِ عليك هدّئْ مِن روعِك ولا تَفقِدْ أعصابَك لئلا تصابُ بالوَهْنِ لاسيما أنّ تصرّفَك غيرَ المسؤول يدفعُ الناسَ إلى الارتيابِ في أسبابِ هلعِكم وردِّ فعلِكم. الحربُ على الجراح لن تكونَ مجردَ معاركَ كلامية فالوزيرُ الحاليُّ للاتصالات يقدّمُ حُسنَ سَيْرٍ وسلوكٍ للشرِكاتِ على حِسابِ الدولة ويضمنُ في الوقتِ نفسِه تأييدَ المؤسسةِ الإعلاميةِ المتهمةِ بسرِقةٍ بلغت ستينَ مِليونَ دولارٍ يُرادُ لها أن تصبحَ بقدرةِ ورقةٍ مُهرّبة مِليونَ دولارٍ فقط.