بجيوبٍ منتفخة بملياراتٍ عربيةٍ انتقلَ دونالد ترامب عبرَ الخطِّ الجويّ المباشر منَ الرياض إلى تل أبيب ما أسال لُعابَ نتنياهو على تشغيلِ هذا الخط ورَغَباتُ رئيسِ الحكومة الإسرائيلية في السفرِ إلى السُّعودية ليست أحلاماً صعبةَ التحقيق بعدما أعلن ترامب من القدس أنّ هناك دولاً كثيرةً في الشرقِ الأوسط تقفُ إلى جانبِ إسرائيل لكنّ ما تريدُه إسرائيلُ الآنَ هو مشاركةُ الرئيسِ الأميركيّ في تقاسمِ الجِزيةِ أو الاستحصالِ على نسبةٍ مئويةٍ عسكريةٍ منها ووَفقَ جيروزالم بوست فإنّ إسرائيل ستطلُبُ إلى ترامب ضمانَ الحِفاظِ على تفوّقِها العَسكريِّ النوعيِّ بعدَ صَفَقاتِ الأسلحةِ معَ السُّعودية والتي ستَخضعُ لفحوص تِقْنيةٍ إسرائيليةٍ كما جرتِ العادة. كلُّ الولاءاتِ والانحناءاتِ الخليجيةِ للرئيس الأميركيِّ في الرياض سيقدّمُها سَمعاً وطاعاً لإسرائيل وكلُّ الشروط التي فرضَها على العرب ستفرِضُها عليه تل أبيب حيث لن يقدّمَ أيَّ مبادرةٍ خلالَ زيارتِه الأرضَ المحتلة وإن طاف حولَ حائطِ المَبكى فإنه لن يرى جدارَ الذُّلِ الفاصل لن يَدينَ الاستيطانَ المخالفَ لقوانينِ الأممِ المتحدة لن يعترفَ بحلِّ الدَّولتين ولم يسمعْ بحقِّ العودة وربما يُفاجأ بأنّ الأسرى الفِلَسطينيين مُضربونَ عن الطعامِ منذُ ستةٍ وثلاثينَ يوماً، هذا إذا اعتَرفَ بوجودِ شَعبٍ فِلَسطينيّ مطمئنٌ هذا الترامب مرتاحُ البال لأنّ عربياً واحداً لن يرفعَ رأسه مطالباً بالحقِّ الفِلَسطينيّ ولمزيدٍ مِن الاطمئنان فقد جَمَعَ خمساً وخمسينَ دولةً على رأيٍ واحد واستفتى آراءَهم العابرةَ عن العروبة، الآخذةَ باتجاهِ عدوٍ واحدٍ لا شريكَ له في المِنطقة وتأكيداً للمؤكد صدر َاليوم بيانٌ سُعوديٌّ أميركيٌّ مشترك ضِدّ تدخِّلات ايرانَ الشِّريرة في المِنطقة وأشعالِها الفتنَ الطائفية بحسَبِ البيانِ الذي دَعمَ جهودَ الدولة اللبنانية لفرض سيادتِها ونزعِ سلاحِ حِزبِ الله. لبنانُ الصامت في قِمم الرياض "والذي لو كانَ يعلمُ بالبيانِ الختامي" لم يلوِ إلا على هدايا "السلفي" والتراشقِ عَبرَ التغريدات فبعد موقفِ وزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل عن عدَمِ إطلاعِه على إعلانِ الرياض علّق النائب سليمان فرنجية بعبارة شاهد ما شافش حاجة.