مقدمة النشرة المسائية - كلهم فتوش

2021-04-21 0

كلهم فتوش
سلطةٌ لا تُقيمُ وزنا ً لمسؤوليتِها ليست تستحقُّ البقاءَ على رؤوسِنا لحظةً واحدة. لقد تَرك الساسيون أنفسَهم حتى انحلالِ المُهل وتداعَوا إلى لقاءاتٍ سريعةٍ في يومِ الحشْر على اعتبارِ أنّ الوحيَ سينزلُ دُفعةً واحدةً فوقَ الأممِ اللبنانيةِ غيرِ المتحدة وهذهِ الأممُ تدافعت في أربِعاءِ القلق وتحرّكت في غيرِ اتجاه زياراتٌ بينَ معراب والسرايا وحارة حريك وعين التينة معَ سعيٍ لحلٍّ يدوّرُه الرئيس سعد الحريري الذي أمسك بكُرةِ النار وقرّرَ إطفاءَها اليومَ مِن دونِ التمدّدِ إلى الغَد. والليلةَ يُمسكُ رئيسُ الجُمهوريةِ بخيطِ الحلّ مِن بابِ الدّستور مُستخدماً صلاحياتِه في المادةِ التاسعةِ والخمسينَ التي تُعطيه الحقَّ لمرةٍ واحدةٍ في تعطيلِ عملِ مجلسِ النواب وتأجيلِ انعقادِه مدةَ شهر وقالتْ معلوماتُ الجديد إنّ رئيسَ الجُمهوريةِ سيلجأُ إلى المادةِ الساخنة لتبريدِ الرؤس وإنّ خطوتَه تلك حازَت توافقاً ولن يُعلنَها لتحدي أحد وبموجِبِ هذا القرار يتمّ تأجبلُ جلسةِ تمديدِ ولايةِ مجلسِ النواب غدا ًوينكبُّ الافرقاءُ في مُهلةِ الشهرِ على وضعِ قانونٍ للانتخاب، على أن ينحصرَ البحثُ في صيغةِ القانونِ التأهيليّ الطائفيّ على القضاء والنسبيّ على المحافظة إذاً هيَ الدقائقُ الحاسمةُ التي ستُنقِذُ البلادَ مِن فوضى الخميس، ولو تُركَ الأمرُ على مسارِه لَكانَ الرئيس نبيه بري قد مَشى على دربِ التمديدِ غدًا بدمٍ نيابيٍّ باردٍ وبنِصفِ الخمسةِ والستين نائباً مجموعِ النصابِ أي بثلاثةٍ وثلاثينَ نائباً فقط لكنْ مِن المفترضِ أن يَستجيبَ بري لرسالةِ رئيسِ الجُمهوريةِ الذي سيقعدُ الجلَساتِ شهرًا، ومساندةً لقرارِ عون توجّه الرئيس سعد الحربري الى بعبدا وذلك عقِبَ ترؤوسِه اجتماعاتٍ أمنيةً ظاهرُها مواكَبةً لعيد الفِصح وكلُّ عينِها على الحَراكِ الذي أعلنَ النفيرَ من الليلةِ وبدأ يَحشُدُ رَفضاً للتمديد وإذا كانَ الحَراكُ المدَنيُّ بكلِّ مجموعاتِه له كلُّ الأسبابِ بالتظاهرِ على الأرض وصولاً الى سدِّ المنافذِ على ساحةِ النجمة فما الذي يحرّكُ أحزاباً مشارِكةً في السلطة ؟
هذه القُوى تراخت سنواتٍ عن صوغِ قانون وهدَرت الوقتَ وتقاتلت بين نسبيٍ ومختلطٍ وأكثريٍّ وتأهيلي ثم رَمت بالازْمةِ الى الشارعِ واستَقدمت جرافاتِ متعهدي الحفلاِت والمنشآتِ لتُعلنَ الحربَ على نفسِها وتتظاهرَ ضِدّ كسلِها وخيبتِها
وبدلاً من الشارع كان لهم أن يَخْطَفوا أنفسَهم إلى مجلسِ النواب لإقرارِ القانون أو الاستقالة . احتراما ًلموقفِهم ولمَن انتخبَهم كلُّهم مسؤول وكلُّهم استغبى الناسَ وتباطحَ نحوَ إعلانِ المواقفِ رفضًا للتمديدِ والستين والطائفي وعلى هذا المقياسِ يصبحُ نقولا فتوش أصدقَهم منسجماً معَ رئيسِه الذي يقولُ له" كُن فيكون" وتصبحُ البقيةُ مِن السادةِ النوابِ ومرجِعياتِهم مجردَ زفتٍ انتَهت صلاحياتُه.